كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
العلمية متواترة متضافرة لحمل الحديث النبوي وتبليغه علما وعملا، فنا ودراسة وشرحا، منذ عهد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إلى عصرنا الحاضر، وإنها حقا لمكرمة عظيمة أكرم اللّه بها هذه الأمة، بل هي معجزة تحقق صدق التنزيل: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (9)، [الحجر: 9]. قال الحافظ أبو علي الجياني:" خص اللّه تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها: الإسناد، والأنساب، والإعراب".
أهم مراتب الحديث من حيث القوة والضعف:
1 - الحديث الصحيح: هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط من أوله إلى منتهاه، دون شذوذ أو علة.
فالعدالة والضبط يحققان أداء الحديث كما سمع من قائله، واتصال السند على هذا الوصف من الرواة يمنع اختلال ذلك في أثناء السند، وعدم الشذوذ يحقق ويؤكد ضبط هذا الحديث الذي نبحثه وأنه لم يدخله وهم، وعدم الإعلال يدل على سلامته من القوادح الخفية، فكان الحديث بذلك صحيحا لتوفر النقل الصحيح، فيحكم له بالصحة إجماعا.
2 - الحديث الحسن: هو الحديث الذي اتصل إسناده بنقل عدل خفّ ضبطه فهو كالحديث الصحيح إلا أنّه في إسناده من خفّ ضبطه.
بالمقارنة بين هذا التعريف، وبين تعريف الحديث الصحيح، نجد أن راوي الحديث الصحيح تام الضبط، أما راوي الحديث الحسن فهو خف ضبطه.
فالمقصود أنه درجة أدنى من الصحيح، من غير اختلال في ضبطه وما كان كذلك يحسن الظن بسلامته فيكون مقبولا.
3 - الحديث الضعيف: هو الحديث الذي فقد شرطا من شروط الحديث المقبول من عدالة أو ضبط أو اتصال أو سلامة من الشذوذ والعلة.
4 - الحديث الموضوع: هو المختلق المصنوع. أي الذي ينسب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كذبا، وليس له صلة حقيقية بالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو ليس بحديث.
5 - الحديث الموقوف: هو ما أضيف إلى الصحابة رضوان اللّه تعالى عليهم. سمّي موقوفا لأنه وقف به عند الصحابي، ولم يرفعه إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم. وبعض العلماء يطلقون على الموقوف اسم الأثر.