كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
6 - الحديث المقطوع: هو ما أضيف إلى التابعي.
7 - الحديث المرسل: هو ما أضافه التابعي إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، بأن يقول:" قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم" سواء كان التابعي كبيرا أو صغيرا.
علم الجرح والتعديل:
الجرح عند المحدثين هو الحكم على راوي الحديث بالضعف لثبوت ما يسلب أو يخل بعدالته أو ضبطه. والتعديل هو عكسه، وهو تزكية الراوي والحكم عليه بأنه عدل ضابط.
فعلم الجرح والتعديل هو ميزان رجال الرواية، به نعرف الراوي الذي يقبل حديثه ونميزه عمن لا يقبل حديثه. ومن هنا اعتنى به علماء الحديث كل العناية، وبذلوا فيه أقصى جهد، وتكبدوا المشاق، ثم قاموا في الناس بالتحذير من الكذابين والضعفاء المخلطين ولقد انعقد إجماع العلماء على مشروعيته، بل على وجوبه للحاجة الملجئة إليه.
ولقد اشترطت شروط لا بد من أن تتوفر في الجارح والمعدل لكي تجعل حكمه منصفا كاشفا عن حال الراوي، كالعلم، والتقوى، والورع، والصدق، واليقظة التي تحمله على التحري والضبط وأن يكون عالما بأسباب الجرح والتعديل وبتصاريف كلام العرب فلا يضع اللفظ لغير معناه.
ولقد تعجب علماء الغرب وقالوا نحن لا نتصور أنّ أي حضارة ينشأ فيها علم كهذا، لأنه علم يحتاج إلى جهد كبير وإنفاق الأموال والسفر ... ولكن لو علموا كيف كان حب المسلمين لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وكيف كان الواحد منهم يفديه بروحه كما فعل ذاك الصحابي في معركة أحد وهو سيد الأنصار، حيث جعل من نفسه وصدره ووجهه درعا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وعند ما انتهت المعركة أرسل النبي عليه الصلاة والسلام يتفقده، جاءه الصحابة فوجدوه ملقيا على الأرض على شفير الموت، سألوه عن حاله فقال لهم:" كيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قالوا: بخير، قال: إذا أنا بخير والحمد للّه، بلّغوا عني الأنصار، لأن متم جميعا فداء للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم خير لكم من أن يجرح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بجرح".
لذلك شعر علماء المسلمين أنهم بعملهم هذا (وهو تدوين السنة) إنما يدافعون عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعن حديثه، فكان الواحد منهم يشقي نفسه ويفني عمره بالسهر والتعب والسفر وإنفاق الأموال في سبيل المحافظة على سنّة الحبيب محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، جزاهم اللّه تعالى