كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

عن أمة الإسلام كل خير.
أهم كتب الرواية في القرنين الثاني والثالث هجري:
1 - موطأ مالك:
ويعود تدوين هذا الكتاب إلى منتصف القرن الثاني هجري، وقد استغرق تصنيفه وجمعه وتحريره أربعين عاما. أما عن تسميته، فقد روي عن الإمام مالك أنه قال:" عرضت كتابي هذا على سبعين فقيها من فقهاء المدينة، كلهم وطّأني عليه فسمّيته الموطأ، (وطّأ أي وافق) ... وقد جمع في الموطأ 1720 حديثا مرفوعا و600 مرسلا و222 موقوفا وأقوال التابعين وفتاويهم. والموطأ له مكانة عالية جدا وأغلب ما فيه صحيح. قال الشافعي:" ما على ظهر الأرض كتاب بعد كتاب اللّه أصح من موطأ مالك".
ولم يكن كتاب البخاري قد ظهر بعد.
2 - مسند الإمام أحمد:
دوّنه في أول القرن الثالث هجري ويعتبر من أشهر دواوين السنة المشهورة وأجمعها للأحاديث، فقد وضع فيه الإمام أحمد قرابة ثلاثين ألف حديث، انتقاها من نحو سبعمائة وخمسين ألف حديث. ولقد راعى فيه تسلسل نظام الطبقات بالنسبة للصحابة الذين أسند إليهم الحديث، حيث قدّم أولا أحاديث العشرة المبشّرين بالجنة وأولهم الخلفاء الأربعة ثم بعدهم أحاديث أهل البيت وأقدم الصحابة إسلاما ... أكثر أحاديث المسند صحيحة بل وفيه من الأحاديث الصحيحة زيادة على ما في الصحيحين بل والسنن الأربعة، وفيه الحديث الحسن والضعيف، ويقال إنّ فيه بعض الأحاديث الموضوعة ولكن ما وجد فيه لا يزيد عن أربعة أحاديث وقد اعتذر عنها بأن تركها الإمام أحمد سهوا، وقد عاجلته منيّته قبل إتمام تنقيح المسند منها، وقيل هي من زيادة ابنه عبد اللّه بن أحمد.
3 - صحيح البخاري:
ويسمى الجامع الصحيح ويعتبر صحيح البخاري عند أهل السنة وجمهور الفقهاء والأصوليين أصح كتب السنة والأحاديث على الإطلاق، بل هو عندهم أصح كتاب بعد القرآن الكريم ... ويعتبر صحيح البخاري أول كتاب دوّن في بداية النصف الثاني من القرن الثالث هجري، وقد بذل الإمام البخاري في تصنيف كتابه" الجامع الصحيح" جهدا كبيرا ووقتا طويلا بلغ ستة عشر عاما حتى جمعه ... وقد اختار أحاديثه من ستمائة ألف حديث، واقتصر على إخراج الصحيح منها ولم يستوعب كل الصحيح بل اختار منه ما وافق شرطه، وقد ترك من الصحيح أكثر مما أثبته لئلا يطول الكتاب. جمع الإمام البخاري في كتابه هذا نبذة من أحاديث الأحكام والفضائل

الصفحة 130