كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

والأخبار والأمور الماضية والمستقبلية بالإضافة إلى الآداب والرقائق والدعوات والمغازي والسّير لذلك سمي كتابه بالجامع الصحيح. وما كان من الأحاديث غير المسندة مما لم يتصل سنده من المعلقات، مما حذف من أول سنده راو أو أكثر فهذا خارج عن نمط الكتاب ومنهجه وموضوعه ومقاصده، وإنما أورده البخاري للاستشهاد فقط في تراجم أبواب الكتاب ولا يوجد شيء منها في صلب الكتاب. ومما ينبغي أن يعلم أنّ ما أورده البخاري منها بصيغة الجزم مثل" قال" و" ذكر" وروى" فهذا يفيد الصحة إلى من علّق عنه، وأما ما علّقه عن شيوخه بصيغة الجزم فليس من المعلّق وإنما هو من المتصل وقد يعلّق البخاري الحديث في بعض المواضع من الجامع الصحيح وهو بسند متصل في مكان آخر في نفس الصحيح وقد يكون الحديث معلقا عنده في الصحيح وهو صحيح متصل عند مسلم أو عند غيره من أصحاب كتب السنة المشهورة. أما إذا كان المعلق بصيغة لا تدل على الجزم ويقال لها صيغة التمريض مثل" قيل" و" يروى" و" يذكر"، فهذا لا يستفاد منه الصحة ولا عدمها بل يحتمل.
أحاديث الجامع الصحيح على ما حققه ابن حجر بلغت 2602 حديثا غير مكررا، وإنّ جملة ما فيه من الأحاديث المكررة سوى المعلقات والمتابعات 7398 حديثا وجملة ما فيه من المعلقات 341 وجمع ما فيه بالمكرر 9082.
أجمع شروحه:
أ - فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي.
ب - عمدة القاري بشرح البخاري للعيني الحنفي.
4 - صحيح مسلم:
يسمى الجامع الصحيح ويعتبر ثاني كتب الصحاح. استغرق جمعه 12 عاما، وقد انتقاه من ثلاثمائة ألف حديث. جملة ما في صحيح مسلم دون المكرر أربعة آلاف حديث وهو بالمكرر يزيد على صحيح البخاري لكثرة طرقه. لم يستوعب البخاري ومسلم في صحيحيهما كل الأحاديث الصحيحة ولا التزما إخراج كل الصحيح وإنما أخرجا من الصحيح ما هو على شرطهما. فقد روي عن البخاري أنه قال:
" ما وضعت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح مخافة الطول". وقال مسلم:" ليس كل شيء عندي صحيح وضعته هنا وإنما وضعت ما أجمعوا عليه". إذا فإنّ كثيرا من الأحاديث الصحيحة توجد عند غيرهما من الكتب المعتمدة، ممن التزم أصحابها إخراج الصحيح فيها كمستدرك الحاكم وصحيح ابن حبّان وصحيح ابن

الصفحة 131