كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

تعالى: ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى، (الأنعام: من الآية 164). أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى (38)، (النجم: 38) ..
8. حق التعلم حتى وقت الحرب:
* وما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ولِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)، (التوبة: 122) ... وقد حث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم على طلب العلم في عدة أحاديث كما في حديث النسائي في الطهارة (158) عن عاصم أنّه سمع زرّ بن حبيش يحدّث قال أتيت رجلا يدعى صفوان بن عسّال فقعدت على بابه فخرج فقال ما شأنك قلت أطلب العلم قال إنّ الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب فقال عن أيّ شيء تسأل قلت عن الخفّين قال كنّا إذا كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في سفر أمرنا أن لا ننزعه ثلاثا إلّا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم.
9. حق العمل «1»:
فقد دعا الإسلام للعمل لأنه من أهم وسائل الارتزاق، وهو أساس الاقتصاد، والدعامة الأساسية للإنتاج، وهو عبادة من أجلّ العبادات مع النية الخالصة، وكل قطرة عرق تبذل فيه تكون في ميزان المسلم مع صلاته وصيامه وزكاته .. والمسلم لا يعمل من أجل الدنيا والحرص عليها وعلى فتنها ومتاعها، بل لأن العمل أساس كل شيء بل هو أساس التقرب إلى اللّه تعالى .. يقول العلامة أبو الأعلى المودودي رحمه اللّه (إذا تعاطيت التجارة والصناعة أو اشتغلت بالخدمة، وأديت ما عليك من الواجب بكل أمانة وصدق اتقاء للّه تعالى، ثم كسبت الحلال وتجنبت الحرام، كان كسبك هذا وسعيك في سبيله عبادة للّه تعالى، مع أنك ما قمت بكل ذلك إلا لتكسب الرزق لنفسك) .. لذلك تجد أن القرآن الكريم قد قرن العمل بالإيمان في آيات كثيرة، فجاء الحث عليه في كتاب اللّه وسنة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وفي أقوال السلف الصالح. يقول اللّه تعالى في دعوة صريحة للعمل والارتزاق وطلب الرزق والكسب والسعي لكسب المعاش فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ واذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)،
______________________________
(1) هذه النقطة عن مقالة رائعة للأستاذ الفاضل الشيخ الجليل إبراهيم النعمة بمجلة التربية الإسلامية بعنوان العدالة الاجتماعية، السنة 35 - العدد 12، ص 41 - 45، بتصرف.

الصفحة 27