كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
32). كما ساوى الإسلام بين الجنسين في الولاية وتولي المسئوليات كالدعوة إلى اللّه وعمل الخير والنهي عن الشر والجهاد وغير ذلك من المسئوليات التي تقيم المجتمع والدولة بقوله تعالى: والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ ويُطِيعُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)، (التوبة: 71).
وقد كانت السيدة عائشة رضي اللّه عنها من كبار رواة الحديث وعنها قال عروة بن الزبير (ما رأيت أحدا أعلم بفقه أو طب أو شعر من عائشة أم المؤمنين رضي اللّه عنها). ويروى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ولّى (أم الشفاء بنت عبد اللّه) على مرفق اقتصادي مهم هو حسبة السوق. كما أن سمراء بنت نهيك الأسدية كانت تمر بالسوق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وهناك أميرات ولّين الحكم في التاريخ الإسلامي كشجرة الدر وقت المماليك في مصر.
كما ساوى الإسلام الجنسين بمسئولية تحمل النتائج بغض النظر عن الفاعل: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)، (المدثر: 38) .. وأخرج البخاري في صحيحه (كتاب الجمعة 844) عن ابن عمر رضي اللّهم عنهما أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: (كلّكم راع وكلّكم مسئول عن رعيّته الإمام راع ومسئول عن رعيّته والرّجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيّته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيّتها والخادم راع في مال سيّده ومسئول عن رعيّته وكلّكم راع ومسئول عن رعيّته).
أما عن العقوبة لجرم كالسرقة فقد قدم الرجل السارق على المرأة السارقة لأنه الأقدر على ذلك: والسَّارِقُ والسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ واللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)، (المائدة: 38). بينما في الزنا قدمت المرأة الزانية في العقوبة على الرجل لأن بيدها إتمام الجرم من عدمه، فهي تستطيع منع الجرم إن أرادت حتى وإن أراد الرجل الزاني الزَّانِيَةُ والزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ولا تَاخُذْكُمْ بِهِما رَافَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ ولْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)، (النور: 2). والقاعدة الفقهية في هذا الباب الذي يعنى بالعقوبات