كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

الذهب واليورانيوم والحديد وأغلب العناصر الأخرى، كما وأن الفضة والذهب كأوان يتفاعلان مع مركبات الطعام لتكوين مركبات تتفاعل مع الأنزيمات البشرية فتكون مادة تؤذي صحة الجسم .. وهذا بالضبط ما اخبرنا به صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله «الذهب والحرير حرام على ذكور أمتي حل لإناثها» «1»، وقد نهانا صلّى اللّه عليه وسلّم عن الشرب بآنية الذهب والفضة ولبس الحرير والديباج وقال «هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة» «2»، كما وأن الفضة أرخص بكثير من الذهب وهي تلائم حالة الأمة الوسط التي ارادها اللّه لأمتنا. وهذا ما يثبت لنا مدى الفائدة العظيمة من تحريم الذهب على الرجال من أمة سيدنا محمد صلّى اللّه عليه وسلّم بسببها وكم أن الإسلام يراعي الناس بكل أحوالهم، فما من تحريم لشيء إلا وجاء بسبب فائدة إما صحية أو اجتماعية أو نفسية أو غيرها.
إذن، هنا اختصاص لحالة عامة إذ أن التحريم للذهب جاء للذكور لأسباب عدة منها صحية ومنها نفسية واجتماعية وغيرها وليس تحقيرا لهم بل تكريما وفائدة، فنفس الكلام ينطبق على التفاصيل الشرعية في حقوق المرأة وواجباتها.
هذه الحقيقة تؤكد أن تكريم المرأة وعلو شأنها في الإسلام جاء لعظمة دورها في المجتمع الإسلامي، وكما أن الذهب يتعب لاستحصاله فهو إما في باطن الأرض أو عند الجواهري فلا يستحصل إلا بمال كثير فكذلك المرأة المسلمة كنز لا يرى إلا لصاحبه ولا يستحصل إلا بتعب وثمن غال وكل من يريد أن يغير هذه السنة الا وهي كرامة المرأة وسترها وحجابها وعدم ظهور زينتها إلا لزوجها والمحارم فقد ساهم في تغيير سنة اللّه في خلقه وتناغم مخلوقاته واللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ويُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيماً (27)، (النساء: 27)، واللّه أعلم «3».
جاءت الآيات التي تؤكد على حقيقة قوامة الذكر على الأنثى كما يلي:
1. في المجال القضائي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى
______________________________
(1) أخرجه النسائي (الزينة 5144)، أبو داود (اللباس 4057) ابن ماجة (اللباس 3595).
(2) أخرجه البخاري (كتاب الأتربة - 5632) مسلم (اللباس والزينة - 2067) والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة.
(3) المنظار الهندسي للقرآن الكريم، للمؤلف، ص (572 - 582)، بتصرف.

الصفحة 39