كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
كَبِيراً (34)، (النساء: 34) .. تبين الآيات أن الرجال أكثر قوة في أمر العمل والمشاق الجسمانية من المرأة. وكان لهذا التفضيل السبب الرئيس الذي جعل للرجل القيومية على الأسرة.
معنى القوامة في الإسلام:
لكي نفهم المسألة علينا فهم الآية من خلال علوم القرآن الكريم من حيث الإعراب وسبب النزول والتفسير لغة واصطلاحا ومعنى. وذلك من خلال مراجعتنا لما ذكرته المصادر التالية:
1. التبيان في إعراب القرآن (ج: 1 ص: 178): قوله تعالى قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ على متعلقة بقوامون وبما متعلقة به أيضا ولما كان الحرفان بمعنيين جاز تعلقهما بشيء واحد" فعلى" على هذا لها معنى غير معنى الباء ويجوز أن تكون الباء في موضع الحال فتتعلق بمحذوف تقديره مستحقين بتفضيل اللّه إياهم وصاحب الحال الضمير في قوامون وما مصدرية فأما ما في قوله وبما أنفقوا فيجوز أن تكون مصدرية فتتعلق من بأنفقوا ولا حذف في الكلام ويجوز أن تكون بمعنى الذي والعائد محذوف أي وبالذي أنفقوه فعلى هذا يكون من أموالهم حالا فالصالحات مبتدأ قانتات حافظات خبران عنه وقرئ فالصوالح قوانت حوافظ وهو جمع تكثير دل على الكثرة وجمع التصحيح لا يدل على الكثرة بوضعه وقد استعمل فيها كقوله تعالى وهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ بما حفظ اللّه في ما ثلاثة أوجه بمعنى الذي ونكرة موصوفة والعائد محذوف على الوجهين ومصدرية وقرئ بما حفظ اللّه بنصب اسم اللّه وما على هذه القراءة بمعنى الذي أو نكرة والمضاف محذوف والتقدير بما حفظ أمر اللّه أو دين اللّه وقال قوم هي مصدرية والتقدير حفظهن اللّه وهذا خطأ لأنه إذا كان كذلك خلا الفعل عن ضمير الفاعل لأن الفاعل هنا جمع المؤنث وذلك يظهر ضميره فكان يجب أن يكون بما حفظهن اللّه وقد صوب هذا القول وجعل الفاعل فيه للجنس وهو مفرد مذكر فلا يظهر له ضمير واللاتي تخافون مثل قوله واللاتي يأتين الفاحشة ومثل واللذان يأتيانها وقد ذكروا واهجروهن في المضاجع في وجهين أحدهما هي ظرف للهجران أي اهجروهن في مواضع الاضطجاع أي اتركوا مضاجعهن دون ترك مكالمتهن.
2. العجاب في بيان الأسباب (ج: 2 ص: 868 - 869): قوله تعالى (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ)، الآية. أخرج ابن أبي حاتم من