كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
المسألة من الناحية العلمية المجردة دون عواطف وأحكام مسبقة، ونعود لجذورها لنحللها علميا ونستبين الحقائق، كي يتبين الحق وأهله والباطل وأهله، وعندئذ كل نفس بما كسبت رهينة .. وسنرى:
بعد دعوى تحرر المرأة في بريطانيا وبقية أوربا في بدايات القرن الميلادي العشرين، شهد الغرب في الستينات الميلادية من القرن نفسه نموا وفورانا ملحوظا لحركة الليبرالية والفوضوية والماركسية التي وصلت أفكارها إلى حد التناقض فيما يتعلق بالطروحات السياسية والاقتصادية، لكن القاسم المشترك بينها كان ما يسمى بالمساواة بين المرأة والرجل وتحرير المرأة من قيودها، حيث ظهرت الحركات النسوية المعروفة بال (فيمنزم) التي راحت تدفع بالمرأة في كل مجالات الحياة معتبرة ذلك إنجازا وتقدما يصب في كفة المرأة. ومن ضمن الأفكار التي رفعوا لواءها (نظرية النوع أو جندر)، ومفادها أن الرجل ليس رجلا لأن اللّه خلقه كذلك، ولا المرأة امرأة لأن اللّه خلقها كذلك، وأن الحالة التي تبدو لنا طبيعية ليست كذلك وأن الصفات المميزة لكل نوع حتى النفسية منها ليست كذلك، وعليه فإن العلاقة القائمة بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية مرفوضة، لأنها تجعل من المرأة الجانب المظلوم .. وأن الأسرة كرست نظام الظلم على المرأة لأنها لا تملك حرية نفسها في اختيار من تريد لنفسها، فقد ظلمها الرجل - على حد تعبير الفلسفة الماركسية - بفرض رجل واحد في حياتها وهو الزوج بغرض معرفة نسب الولد. فلا بد إذن من الثورة على الأسرة كنمط اجتماعي كرّس لظلم المرأة ووأد دورها الاجتماعي والطبيعي لتخرج إلى نطاق الشواذ باسم الحرية والمساواة وضرورة إزالة الملكية الخاصة حتى لا يتحكم الرجل في المرأة بماله .. لذلك تطالب (النوعيات) بتطهير التلفاز من كل أنماط الصور المعهودة حتى ينمو الأطفال معتادين على الصور الجديدة غير المقيدة بإطار جنسي معين، وأنه لا بد من صياغة وتحديد العلاقات بتغيير كلمة (زوج) إلى كلمة (شريك). ولهذا ركزت الحركة النسوية في حديثها عن تلك الحقبة على موضوع المساواة ونسب الأولاد والوراثة كحقوق اغتصبها الرجل من المرأة واستقوى بها عليها.
وقد هيمنت (النوعيات) على برامج المرأة في أغلب الجامعات الأمريكية، ففي مادة بعنوان (إعادة صياغة صور النوع - الجندر - ) تشرح المادة الموزعة على الطالبات والطلاب فكرة الأمومة المكتسبة وتحث على حق الإجهاض من منطلق أن زواج المرأة