كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
زهران أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس فيتحدث عن الفروق بين الجنسين من ناحية النمو الاجتماعي قائلا (يتعلم كل جنس المعايير والقيم والاتجاهات المرتبطة بجنسه مما يؤدي إلى اختلاف الذكور عن الإناث في بعض أنماط السلوك. ويرى بعض الآباء أن بعض سمات السلوك الاجتماعي تليق. بالذكور كالشجاعة والقوة الجسمانية والتحكم في الرياضة البدنية والميل إلى التنافس والاستقلال. بينما هناك أنماطا سلوكية تجتذب الإناث حصرا كالوقار الاجتماعي والنظام والدقة. وفي مرحلة الطفولة الوسطى، نجد أن الإناث يسبقن الذكور دراسيا ويتفوقن عليهم، ورجع ذلك إلى أن نموهن أسرع عن أقرانهن الذكور خلال تلك السنوات، ولأنهن يقضين أوقاتا أطول في البيت مع الكبار. والذكور يتجهون ليصبحوا أكثر خشونة واستقلالا ومنافسة من الإناث اللاتي يتجهن إلى أن يصبحن أكثر أدبا ورقة ورأفة وتعاونا من الذكور. ويشير الدكتور زهران إلى التنميط الجنسي أي تبني الأدوار واكتساب صفات الذكورة بالنسبة للذكور والأنوثة بالنسبة للإناث، ويتضمن التنميط الجنسي اكتساب المعايير السلوكية والميول والاهتمامات ونوع الألعاب والنشاط العام. فنجد الذكور يهتمون بالنشاط التنافسي والألعاب الخشنة كالدراجات والمصارعة والفنون القتالية وكرة القدم وغيرها، بينما الإناث يهتمون بالنشاطات الرقيقة كالطبخ والحياكة والخياطة وأعمال المنزل. فالجنسين إذن يختلفون بحكم الوراثة والبيئة العضوية ووظائف الأعضاء، ومع النمو يتميز الجنسان اجتماعيا من حيث الملابس والمعايير السلوكية وخصائص الشخصية. وفي نهاية مرحلة الطفولة يبتعد كل جنس عن الآخر، ويظل هكذا حتى المراهقة، وتكون الاتصالات الاجتماعية بين الجنسين مشوبة بالفظاظة ونقص الاستجابة والمضايقات والخجل والانسحاب) .. وهنا تجدر الإشارة للحكمة الإسلامية في تشريع هذه النقطة، فالمتأمل للتشريع الإسلامي المتعلق بحضانة الصغار يلمس إدراكا عبقريا للفروق بين الاحتياجات التربوية للذكر عن تلك التي للأنثى، في عالم الطفولة. وفي ذلك تقول الدكتورة كوثر محمد المنياوي (تنتهي حضانة النساء للصبي في الإسلام بانتهاء المدة التي يحتاج فيها للنساء، وذلك بأن يأكل ويشرب ويلبس وحده ثم يكون مع أبيه حتى يبلغ سن الرشد فيستقل حينئذ بنفسه. بينما