كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
حضانة البنت تنتهي إذا بلغت البلوغ الطبيعي للنساء. وإذا كانت الأم مطلقة لا يحق لها الاحتفاظ بالولد بل يجب تسليمه للأب الذي يوفر له سبل الحياة والتعود على حياة الرجولة والتخلق بأخلاق الرجال واكتساب الخبرة والمعرفة وتحصيل الفضائل وغير ذلك، ولو ترك لأمه فلن تستطيع مواجهته أو منعه من فعل أمور قد توقعه في التهلكة بعد أن يكبر لا لعيب فيها بل لعدم قدرتها على منعه إذا تطلب الأمر استخدام الحزم، أما البنت فلا بأس في تركها للأم لأنها تستطيع تفهم مشاعرها وتقلبات السلوك الحاصل لها خلال نموها فيمكنها معالجة المسألة بحكمة).
15. من الناحية الطبية وعلم وظائف الأعضاء: لقد ثبت علميا أن المرأة أقدر من الرجل بما لا يقاس على الصمود في وجه الأمراض، والمؤكد علميا أنها متفوقة تفوقا عضويا واضحا على الرجل. هذا التفوق يسميه العلماء (الانتقاء الطبيعي)، أي أن اللّه تعالى كما زود الرجل بقوة جسمانية فيزيائية في عضلاته فإنه زود المرأة بجهاز خلقي وقابلية يضمن لها الصمود أمام الإرهاق المفرط ومقاومة وتحمل الأمراض المختلفة وآلامها أكثر من الرجل. يفسر الدكتور محمد رشيد العويد ذلك بأن الخالق العليم جل شأنه قد ميز الأنثى بهذه القدرة لأنه تعالى أسند إليها مهمات عضوية مرهقة لم يسند مثلها للذكور مثل الحمل والولادة وما يسبق ذلك وما يليه من حمل ونفاس ناهيك عن التغيرات الهرمونية والعضوية، هذا فضلا عن الحيض وآلامه التي شرحناها في كتاب سابق. ويضيف البروفيسور الألماني المعروف في جامعة برلين رودولف باوماشن (إن المرأة قادرة على تحمل الإرهاق والصدمات النفسية أكثر من الرجل)، وأضاف استنادا لنتائج سلسلة من التجارب الطبية والعلمية أن جسم المرأة يتفاعل بسرعة عنيفة وسريعة مع حالات الإرهاق النفسي ويفرز كميات كبيرة من هرمونات الإرهاق كمادة الأدرينالين والنورادنالين وأسيدات دهنية متحركة، إلا أن هذه الهرمونات تتقلص بسرعة كبيرة لدى المرأة بعد الإرهاق والانفعال النفسي.
واستخلص البروفيسور من هذه التجارب أن المرأة تنفعل بصورة أسرع من الرجل إلا أنها تهدأ بالسرعة نفسها. وخلافا لذلك فإن جسم الرجل يفرز هذه الهرمونات الناتجة عن الإرهاق بشكل بطيء مما يجعلها تستقر لمدة أطول في الدورة الدموية،