كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
حدة. كذلك أظهرت الدراسة أن النساء المسنات يتفوقن على الرجال المسنين في القدرة على استعادة الماضي والتذكر. والعجيب كما ذكرت الدراسة أن 70 خ من المستطلعات لم ينلن تعليما عاليا وعلى الرغم من ذلك سجل نتائج عقلية أفضل من الرجال، وعزا الخبراء السبب في ذلك إلى أن دماغ المرأة مهيأ ليعمل لمدة أطول لأنها تعيش عمرا أطول. وأفادت نتائج بحث آخر لنفس الفئة العمرية روعي فيه أن النساء المبحوثات أقل تعليما من الرجال أن قدرة النساء المسنات العقلية أفضل مما هي لدى الرجال المسنين، ويرجع ذلك إلى كونهن أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية مما يجعل تدفق الدم إلى أدمغتهن أيسر. كما أجرى الخبراء في هذا البحث اختبارا لمعرفة سرعة التفكير والقدرة على التذكر لدى المبحوثين فحقق نسب أعلى في اختبارات سرعة الفهم والقدرة على الاحتفاظ بذاكرة قوية، وتبين أن سرعة الفهم كانت 33 خ لدى النساء مقابل 28 خ لدى الرجال، وقد عزي ذلك لأمور عضوية تتعلق بالغياب النسبي لأمراض الشرايين عند النساء «1».
وبعد، ورغم كل تلك النتائج الواضحة والصيحات المخلصة لا زالت دعوى الجندر تلقى رواجا في مجتمعاتنا الإسلامية فارتفعت نبرة الحديث عن الاضطهاد للمرأة ووجوب حصولها على حقوقها كاملة، ولا ندري ما ذلك الكمال في الحقوق وإلى أي حد يصل؟!.
كما وصلت الدعاوى إلى حد ضرورة إيجاد اتحاد عالمي يوجد هوية جديدة فوق القوميات والاختلافات كي تتحدث نساء العالم عن أنفسهن، وعملت الأفلام السينمائية والتمثيليات التلفازية والاجتماعات والمؤتمرات الدولية وصرفت الملايين من الدولارات على كل هذا دون الالتفات إلى حقيقة الداء والانصراف لعلاجه بهدوء ودون تعصب أو تزمت لا يؤدي إلا إلى تباعد الهوة بين المشكلة وعلاجها، وكأن المسألة حرب شعواء بين الجنسين، وليس تكامل وتعاضد وتعاون.
وهكذا وكخلاصة من هذا البحث فإننا نرى أن الإسلام أعطى للمرأة والأسرة قيمة عظيمة لم يعطها أي دين سابق ولا شريعة ولا قانون أرضي، فهي لها القيمة المادية
______________________________
(1) هذه التفاصيل منقولة بتصرف عن ملف علمي متكامل أعدته مجلة الأسرة السعودية، العدد 124، رجب 1424 ه، ص (22 - 36).