كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

العظمى المتمثلة بالذهب كما لها القيمة الاعتبارية الجليلة إذ أنها تربي الأجيال وتحفظ النسل فهي تمثل العمود الفقري في الحياة ومثلها كمثل الدرة المحفوظة في لوح زجاجي يمنع لمسها إلا لصاحبها. وعلى هذا الأساس تآمر الغرب وعلى رأسهم اليهود على مكانة المرأة في أمتنا وأوهموا ضعيفات الإيمان بأن نزع الحجاب ولبس اللئالئ والتزين والسفور والإتيكيت والموضة ومعارضة الوالدين والاختلاط والمساواة مع الرجال كل ذلك من باب التحضر، كما أوهموهن بأن ضرورة إيجاد ال" حبيب" لهن هو من دواعي الشخصية الحديثة المتطورة والاستقلال في التفكير، وان الخلق والحشمة والتصرف السليم المبني على الشريعة والدين في كل مجالات الحياة هو من دواعي الرجعية والتخلف، ألا ساء ما يحكمون.
قال مسئول غربي" لا تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن" أي لن يستطيع الغرب الحاقد السيطرة على الشرق المسلم حتى تزيح المرأة المسلمة الحجاب عن وجهها وتنبذ كتاب اللّه وراء ظهرها «1» ... وهذا ما أرادوه لنسائنا ومجتمعاتنا واستجاب لهم الكثيرون مخدوعين تارة ومطيعين تارة ومقلدين تارة أخرى بينما رفض هذه (العولمة) القديمة النساء المؤمنات والعوائل المؤمنة، ولهؤلاء المساكين المقلدين نقول إنكم بهذا اشتركتم ليس فقط بجريمة إغضاب رب العالمين وترك الشرع الحنيف وإنما أصبحتم مشتركين في جريمة هدم ما بنته أجيال وأجيال من خلق عظيم وتعاليم سامية ودفعت بسببه دماء زكية طاهرة كثيرة على مدى أكثر من 1300 عام.
لنرى الوجه الحقيقي للإسلام من خلال ما قالته نساء غربيات، ففي مقابلة أجرتها مجلة الوطن العربي (العدد 314) مع امرأة فرنسية متخصصة في الفن الإسلامي نادية أوبريي قالت:" وجدت المرأة المسلمة (العربية) محترمة ومقدرة داخل بيتها أكثر من الأوربية وأعتقد أن الزوجة والأم العربيتين تعيشان سعادة تفوق سعادتنا". ثم توجه النصح للمرأة المسلمة قائلة" لا تأخذي من العائلة الأوربية مثالا لك لأن عائلاتنا هي
______________________________
(1) مقتطفات من كتاب اللئالئ الحسان من روائع الكلم والبيان، محمد عبد العزيز المسند، الجزء الثالث.

الصفحة 61