كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

أو ينسأ لّه في أثره فليصل رحمه) ..
ولقد بينت البحوث الحديثة صدق هذا السبق الإسلامي، في بحث أجري مؤخرا تبين أن نجاح المرء في عمله وحياته من أهم أسباب زيادة العمر وطيب الرزق .. يقول أحد المشتركين في البحث: (لما ذا يعيش بعض الناس لفترة أطول من غيرهم؟ هذا السؤال شغل بال الكثيرين لعدة أجيال. وفي كثير من الأحوال تبدو الإجابة واضحة: اتباع نظام غذائي جيد ورعاية صحية جيدة وعدم الإصابة بالكثير من الأمراض. لكن بالنسبة لآخرين فإن السبب يشوبه الكثير من الغموض. فلما ذا، مثلا، يعيش رجل ياباني أربع سنوات أكثر من البريطاني؟ ولما ذا تتوفى سيدة تعيش في مانشستر قبل ثلاث سنوات من سيدة تعيش في ظروف مماثلة لكن في لندن؟. ولما ذا يطول عمر رجل يعيش في غرب لندن ست سنوات عن رجل يعيش في شرق لندن).
وضع العلماء مجموعة من الأسباب على مدى السنوات تتراوح بين أسلوب الحياة والاختيارات التي يقوم بها الإنسان مثل التدخين، وبين الجينات. إلا أن كتابا لسير مايكل مارموت بروفيسور علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة يونيفيرستي كوليج لندن، يوفر إجابات مختلفة لهذه الأسئلة. وقام مارموت بدراسة الاختلافات بين طول الأعمار لمدة ثلاثة عقود. وفي الستينات أجرى ما أصبح يعرف الآن باسم دراسة وايتهول، وهي دراسة على صحة الموظفين الحكوميين في لندن. وخلصت الدراسة إلى أن صحة موظفي الحكومة ترتبط بعلاقة وثيقة بدرجتهم الوظيفية في الحكومة. وأن الموظفين الذين يحتلون مناصب كبرى يتمتعون بصحة أفضل. وخلصت دراسات أخرى إلى نتائج مماثلة في جماعات اجتماعية مختلفة مثل الأكادميين والحاصلين على جوائز أوسكار.
فقد خلصت الدراسات إلى أن الحاصلين على درجة الدكتوراة يعيشون أطول من الحاصلين على درجة الماجيستر، والذين يعيشون بدورهم فترة أطول من الحاصلين على شهادة جامعية، والذين يعيشون أطول ممن لم يكملوا دراستهم الجامعية. وبالصورة نفسها، فإن الممثلين الحاصلين على جائزة أوسكار يعيشون متوسط ثلاث سنوات أطول من الذين رشحوا للحصول على الجائزة دون أن يحصلوا عليها بالفعل.
ويعتقد مارموت أن هذه النظرية يمكن تطبيقها على أي جماعة في المجتمع بدءا من السياسيين إلى الذين يعيشون تحت خط الفقر. ويصر على أن الصحة العامة وطول

الصفحة 66