كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

الناس استجابة للشهوات.
3." إذا أردت أن تدمر جيشا فسلمه بيد المدنيين"، ومعلوم ما للجيش في الأمة والوطن من اهمية فتدميره داخليا يكون من أناس لا يفهمون في الترتيبات العسكرية وهم المدنيون.
4." كأس وغانية تدمر أمة محمد".
ورغم أن اللّه تعالى قد حذرنا من هذه الأمور بقوله جل وعلا: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ والْبَنِينَ والْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ والْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ والْأَنْعامِ والْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا واللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) (آل عمران: 14). إلا أننا ركضنا وراء دعاوي هذا الفكر واعتبرنا أن هذا كله من دواعي الحضارة والتطور، وما هو إلا الفساد بعينه الذي حذرنا اللّه تعالى منه.
حول هذا الموضوع (موضوع الحب والهوى) الذي تدور حوله كل ما يسمى بالأعمال الدرامية من تمثيليات وأفلام ومسلسلات وأغاني، حتى انهم إذا أرادوا أن يخرجوا فيلما تاريخيا مثلا حول شخصية معينة أقحموا فيها دورا فيه عشقا وحبا. بل وأحيانا يزورون الأحداث بحجة الحبكة الدرامية ليضعوا فيها امرأة تعشق وتلبس الثياب (العارية) لتغري وتفتن من يراها كي يقال أن هذا الأمر أمرا مقدسا حتى في الأديان.
هذا ما عودوا عليه الأجيال منذ نشأة السينما ولحد الآن وضحكوا بها على الكثيرين. وهذا هو لعمري بالضبط ما تريده الصهيونية والماسونية ومأجوريهم من المستشرقين وأدعياء الحضارة (الجاهلية) الغربية وأصحاب القلوب والعقول الخالية من كل شيء إلا من الهوى والهوس بكل ما يدفع الإنسان إلى حيوانية مقيتة وقسوة أين منها قسوة الحجر والصوان وهي بالتأكيد خالية من محبة اللّه ورسوله ومن الغيرة المحمدية .. إذن الهدف واضح وهو أنهم أرادوا تدمير أجيال بكاملها وخلع محبة اللّه ورسوله من القلوب ووضع محلها محبة الهوى والنساء والنفس والنفوذ والجاه والمال وكل الشهوات الأخرى كي يسهل تحطيمها، وكان لهم ما أرادوا بفعل هؤلاء من يدعون أنهم فنانين، رغم أن الفن رسالة سامية تسمو بالفكر الإنساني وتقومه وترفع عنه كل معاني الرذيلة والانحطاط الخلقي.

الصفحة 69