كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

الحديث عن الأدوار التي مر بها تاريخ التشريع الإسلامي.
ضرورة التزام الفقه الإسلامي، والتمسك بأحكامه:
لقد أوجب اللّه تعالى على المسلمين التمسك بأحكام الفقه الإسلامي، وفرض عليهم التزامه في كل أوجه نشاط حياتهم وعلاقاتهم. وأحكام الفقه الإسلامي كلها تستند إلى نصوص القرآن الكريم والسنّة الشريفة. فإذا استباح المسلمون ترك أحكام الفقه الإسلامي، فقد استباحوا ترك القرآن والسنّة، وعطّلوا بذلك مجموع الدين الإسلامي، ولم يعد ينفعهم أن يتسمّوا بالمسلمين أو يدّعوا الإيمان، لأن الإيمان في حقيقته هو التصديق باللّه تعالى، وبما أنزل في كتابه، وفي سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم ... والإسلام الحقيقي يعني الطاعة والامتثال لكل ما جاء به الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم عن ربه عز وجل مع الإذعان والخضوع والرضا.
وأحكام الفقه الإسلامي ثابتة لا تتغير ولا تتبدل مهما تبدّل الزمن وتغيّر، ولا يباح تركها بحال من الأحوال. فشرع اللّه صالح لكل زمان ومكان، والأدلة من القرآن والسنّة كثيرة وعديدة. أما في الكتاب، فقد قال اللّه تعالى:
اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ولا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (3)، [الأعراف: 3] ... فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)، [النساء: 65] ... وما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، [الحشر: 7] ... وما كانَ لِمُؤْمِنٍ ولا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ ورَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ومَنْ يَعْصِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً (36)، [الأحزاب: 36] ...
وأما في السنة فالأحاديث كثيرة أيضا منها:
- ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
" من أطاعني فقد أطاع اللّه، ومن عصاني فقد عصى اللّه." - ما رواه أبو داود والترمذي قوله صلّى اللّه عليه وسلّم:" عليكم بسنّتي".
وبناء على هذه النصوص يعدّ من يختار من الأحكام غير ما اختاره اللّه ورسوله، قد ضلّ ضلالا بعيدا، قال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63)، [النور: 63].

الصفحة 88