كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
الناس. والقرآن الكريم هو وحي من اللّه تعالى للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم باللفظ والمعنى.
ب - الفرق بينه وبين الحديث النبوي والحديث القدسي:
لكي نعرف الفرق بين القرآن وبين الحديث القدسي والحديث النبوي، نعطي التعريفين الآتيين:
- الحديث النبوي: هو ما أضيف إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقيّة أو خلقيّة. مثال القول: قوله عليه الصلاة والسلام:" إنما الأعمال بالنيات ... "، جزء من حديث رواه البخاري ومسلم.
مثال الفعل: قول عائشة رضي اللّه عنها في صفة صوم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم:" كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم". وكالذي ثبت من تعليمه لأصحابه كيفية الصلاة ثم قال:" صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري.
مثال الإقرار: كأن يقر أمرا علمه عن أحد الصحابة من قول أو فعل، سواء أ كان ذلك في حضرته صلّى اللّه عليه وسلّم، أم في غيبته ثم بلغه، ومن أمثلته:" أكل الضب على مائدته صلّى اللّه عليه وسلّم"، فأقرهم على أكله - وهذا دليل الشافعية على جواز أكل الضب - ولم ينكر عليهم ذلك إذ يستحيل أن يرى معصية ولا ينكرها أو يسكت عنها.
فائدة: إذا فعل إنسان طاعة وسكت عنها النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، دل ذلك على استحبابها فضلا عن جوازها، لأنه لا يجوز لأحد أن يختلق طاعة ما ليتعبّد اللّه بها، فليس للعبد أن يتعبّد له بأمر لم يأمره به جل وعلا، من هنا كان عدم صحة وجواز النذر إلا فيما كان من جنسه طاعة أو واجب، فمن نذر أن يشرب كوب ماء مثلا، لا يصح نذره وبالتالي لا يلزمه الوفاء به.
مثال الصفة: ما روي: من أنه صلّى اللّه عليه وسلّم،" كان دائم البشر، سهل الخلق ... "، رواه البخاري ومسلم.
- الحديث القدسي: هو ما يضيفه النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إلى اللّه تعالى: أي أنّ النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يرويه على أنه من كلام اللّه، فالرسول عليه الصلاة والسلام راو لكلام اللّه بلفظ من عنده.
فالحديث القدسي معناه وحي من عند اللّه عز وجل ولفظه من عند النبي صلّى اللّه عليه وسلّم.
مثال الحديث القدسي: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه عز وجل:" إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما".