كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: يقول اللّه تعالى:" أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ... "، أخرجه البخاري ومسلم.
إذا فالحديث القدسي هو حديث تلقى الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم مضمونه من الوحي فبيّنه للناس بكلامه ولفظه أي أوحى اللّه تعالى له بالمعنى والرسول صلّى اللّه عليه وسلّم صاغ هذا المعنى بعبارته.
- الفرق بين القرآن والحديث النبوي: هناك فروق عدة أهمها:
1 - أنّ القرآن الكريم كلام اللّه أوحى به تبارك وتعالى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بلفظه ومعناه، وتحدى به العرب الفصحاء والجن والإنس ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، فعجزوا عن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور مثله، أو بسورة من مثله، ولا يزال التحدي قائما، فهو معجزة خالدة إلى يوم الدين. أما الحديث لم يقع به التحدي والإعجاز.
إعجاز السنّة لا يضاهي إعجاز القرآن رغم أنّ السنة تعتبر من أفصح كلام العرب حيث ورد في الحديث الشريف أنه صلّى اللّه عليه وسلّم أوتي جوامع الكلم، إلا أنها تأتي بالمرتبة الثانية بعد القرآن.
2 - القرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر، فهو قطعي الثبوت، والأحاديث أكثرها ظنية الثبوت أما الأحاديث المتواترة فهي قطعية الثبوت.
فائدة: كون الحديث قدسيا لا يعني أنه متواتر أو صحيح، إذ لا علاقة بين كونه قدسيا وبين درجته، فقد يكون الحديث القدسي صحيحا، وقد يكون حسنا، وقد يكون ضعيفا أو حتى موضوعا، ذلك لأن الحكم على الحديث من حيث الصحة أو الضعف إنما يكون على السند الذي وصل به إلينا.
3 - القرآن من عند اللّه لفظا ومعنى، فهو وحي باللفظ والمعنى، أما الحديث فمعناه من عند اللّه ولفظه من عند الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم، فهو وحي بالمعنى دون اللفظ.
4 - القرآن نتعبّد اللّه بتلاوته، فهو الذي تتعين القراءة به في الصلاة، أما الحديث فلا تجزئ قراءته في الصلاة.