كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)
ثانيا: الاختلاف في الحركات بتغير المعنى فقط:
نحو: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ، [البقرة: 37]، وقرئ بنصب" آدم" ورفع" كلمات".
ثالثا: الاختلاف في الحروف بتغير المعنى لا الصورة:
نحو: (تبلو) و (تتلو) و (ننجيك ببدنك) و (ينجيك ببدنك).
رابعا: الاختلاف في الحروف بتغير الصورة لا المعنى:
نحو: (بصطة وبسطة) ونحو (الصراط والسراط).
خامسا: الاختلاف في الحروف بتغير الصورة والمعنى:
نحو: (فامضوا، فاسعوا).
سادسا: الاختلاف في التقديم والتأخير:
نحو: (فيقتلون ويقتلون)، قرئ (فيقتلون ويقتلون).
سابعا: الاختلاف في الزيادة والنقصان:
نحو: (أوصى، ووصى).
قال ابن الجزري: فهذه سبعة لا يخرج الاختلاف عنها.
وهنا لا بد من التوضيح بأن كل كلام اللّه المنزل على سيدنا محمد صلّى اللّه عليه وسلّم منسجم يؤكد بعضه بعضا، ويفسر بعضه الآخر، لا تصادم بين نصوصه ولا تنافي بين مدلولاته ..
قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ولَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82)، [النساء: 82]. وهذه الحقيقة تنطبق على القرآن في قراءاته على حرف أو على السبعة بمجموعها. فإنها جميعا لا تخرج في تفاوتها إلى تصادم النصوص أو تنافي المدلولات، بل التوسعة بالأحرف السبعة لا تحلّ حراما ولا تحرم حلالا. قال ابن شهاب الزهري:" بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام".
وحكى ابن عطية انعقاد الإجماع على ذلك:" فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال، ولا في تحليل حرام، ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة".