كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 14)

حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف:
1 - تيسير القراءة والحفظ والتخفيف على العباد والتسهيل عليهم ومراعاة حال العرب في اختلاف ألسنتهم.
2 - مزيد الإعجاز اللغوي في القرآن.
3 - الإعجاز في المعاني والأحكام ذلك أن حكما فقهيا معينا أو معنى جديدا يفهم من قراءة أخرى كقوله تعالى: ويَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ ولا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ، [البقرة: 222]، وفي قراءة حَتَّى يَطْهُرْنَ، فأفادت القراءة الثانية عدم جواز مجامعة الرجل زوجته إذا طهرت من حيضها حتى تغتسل.
4 - توحيد لغات العرب. فلقد نزل القرآن بلسان قريش أولا، ثم أنزلت الحروف لتسهّل تلاوته للعرب قاطبة على اختلاف لغاتهم، لأن الحروف قد راعت تفاوت اللغات في الألفاظ التي يحرج العرب النطق بها كونها قرشية.
5 - الأحرف السبعة خصيصة لأمة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم. قال الإمام ابن الجزري مفصلا حكم إنزال القرآن على سبعة أحرف:" ومنها إعظام أجور هذه الأمة من حيث إنهم يفرغون جهدهم ليبلغوا قصدهم في تتبع معاني ذلك واستنباط الحكم والأحكام من دلالة كاللفظ ... ومنها بيان فضل هذه الأمة وشرفها على سائر الأمم، من حيث تلقيهم كتاب ربهم هذا التلقي وإقبالهم عليه والبحث عنه لفظة لفظة والكشف عنه صيغة صيغة، فلم يهملوا تحريكا ولا تسكينا ولا تفخيما ولا ترقيقا ... مما لم يهتد إليه فكر أمة من الأمم.
الأحرف السبعة مزية للقرآن على الكتب السماوية: قال الطبري في شرح حديث الأحرف السبعة:" ومعنى ذلك كله، الخبر منه صلّى اللّه عليه وسلّم عما خصه اللّه تعالى به وأمته من الفضيلة والكرامة التي لم يؤتها أحدا في تنزيله. وذلك أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله على نبي من أنبياء اللّه، صلوات اللّه عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حول إلى غير اللسان الذي نزل به كان ذلك له ترجمة وتفسيرا لا تلاوة له على ما أنزله اللّه ...
ومنها ظهور سر اللّه تعالى في توليه حفظ كتابه العزيز وصيانة كلامه المنزل بأوفى البيان والتمييز .. ".

الصفحة 98