كتاب اللباب في علوم الكتاب (اسم الجزء: 14)

فتكون فعلها روي عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث الصور: «إِنَّهُ قَرْنٌ عظيمٌ ينفخ فيه ثلاث نفخات: نفخة الفَزَع، ونفخة الصَّعْقِ، ونفخة القيامة، وإن عند نفخة الفزع يسير الله الجبال، وتَرْجُف الراجفة، تتبعها الرّادِفَة، قلوب يومئذٍ واجِفَة وتكون الأرض كالسفينة حصرتها الأمواج أو كالقِنْديل المعلق تموجها الرياح» قال مقاتل وابن زيد: هذا في أول يوم من أيام الآخرة وليس في الآية دلالة على هذه الأقوال، لأن هذه الإضافة [تصح] وإن كانت فيها ومعها كقولنا: آيات الساعة وأمارات الساعة.
قوله: «يَوْم» ، فيه أوجه:
أحدها: أن ينتصب ب «تَذْهَلُ» ، ولم يذكر الزمخشري غيره.
الثاني: أنه منصوب ب «عَظِيم» .
الثالث: أنه منصوب بإضمار «اذْكُر» .
الرابع: أنه بدل من «السَّاعة» ، وإنما فُتِح لأنه مبني، لإضافته إلى الفعل وهذا إنما يتمشى على قول الكوفيين، وتقدم تحقيقها آخر المائدة.
الخامس: أنه بدل من «زَلْزَلة» بدل اشتمال، لأن كلاًّ من الحدث والزمان يصدق أنه مشتمل على الآخر. ولا يجوز أن ينتصب ب «زَلْزَلة» لما يلزم من الفصل بين المصدر ومعموله بالخبر.
قوله: «تَرَوْنَها» في هذا الضمير قولان:
أظهرهما: أنه ضمير الزلزلة؛ لأنها المحدث عنها، ويؤيده أيضاً قوله {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ} .
والثاني: أنه ضمير الساعة.
فعلى الأول: يكون الذهول والوضع حقيقة؛ لأنه في الدنيا.
وعلى الثاني: يكون على سبيل التعظيم والتهويل، وأنها بهذه الحيثية، إذ المراد

الصفحة 5