كتاب مسند البزار = البحر الزخار (اسم الجزء: 14)

فقام إليه آخر فقال: يا رَسولَ اللهِ علينا الحج في كل عام؟ قال: لو قلتها لوجبت، ولو وجبت ما قمتم بها، ولو لم تقوموا بها لعذبتم قال: فقام عُمَر بن الخطاب رحمة الله عليه فقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رسولا كُنَّا حديثي عهد بجاهلية فلا تبدي سوآتنا، ولاَ تفضحنا بسرائرنا واعف عنا عفا الله عنك قال: فسري عنه، ثُمَّ التفت نحو الحائط فقال: لم أر كاليوم في الخير والشر أدنيت الجنة والنار إلى هذا الحائط.
وهذا الحديث بهذه الألفاظ لا نعلم حدث به إلاَّ مُحَمد بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَن أَبِيه عَنِ الأعمش، ولاَ نعلمُ يروى عَن أَنَس؛ أَن رَجُلا قَالَ: يَا رَسولَ اللهِ الحج في كل عام إلاَّ من هذا الوجه.
7506- حَدَّثنا عباس بن عَبد العظيم، حَدَّثنا مُحَمد بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَن أَبِيه عَنِ الأعمش، عَن أبي سفيان، عَن أَنَس.
7507- وحَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ مُحَمد الْكُوفِيُّ، حَدَّثنا مُحَمد بن أبي عبيدة المسعودي، عَن أَبِيه عن الأعمش، عَن أبي سفيان، عَن أَنَس، واللفظُ لفظ إبراهيم بن عَبد الله، قال: لقد ضربوا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم يَوْمًا حتى غشي عليه فقام أَبْو بَكْر فقال: أي ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟ قالوا: من هذا؟ قالوا: هذا ابن أبي قحافة المجنون، أحسبه قال: فتركوه وأقبلوا على أبي بكر رضي الله عَنْهُ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نعلمُهُ يُرْوَى عَن أَنَس إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ولاَ نعلمُ حدث به عن الأعمش إلاَّ أَبُو عبيدة، ولاَ رَوَى عَن أبي عبيدة إلاَّ ابنه محمد.

الصفحة 58