كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 14)

وعروقا، فكانت أجسادا، ثم نادى: أيتها الأرواح، إنّ الله تعالى يأمرك أن تعودى فى أجسادك. فقاموا جميعا عليهم ثيابهم التى كانوا فيها، وكبّروا تكبيرة واحدة.
قال: وزعم منصور بن المعتمر عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا: سبحانك ربّنا وبحمدك لا إله إلا أنت، فرجعوا إلى قومهم بعد ما أحياهم الله- عزّ وجل- وعاشوا دهرا يعرفون أنهم كانوا أمواتا، سحنة الموت على وجوههم، لا يلبسون ثوبا إلا عاد رميما مثل الكفن، حتى ماتوا لآجالهم التى كتب الله لهم. وقال ابن عباس- رضى الله عنهما- فإنها لتوجد اليوم فى ذلك السّبط من اليهود تلك الريح.
قال قتادة: مقتهم الله- عزّ وجل- على فرارهم من الموت فأماتهم عقوبة لهم، ثم بعثهم إلى بقيّة آجالهم ليستوفوها، ولو كانت آجال القوم جاءت ما بعثوا بعد موتهم. فلمّا أحياهم الله- عزّ وجل- قال: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
«1» . ثم تلا الثعلبىّ هذه القصّة بقصّة إلياس؛ وذكرها الكسائىّ تلو قصّة العيزار. والله الموفق للصواب.
ذكر خبر إلياس عليه السلام
قال الله عزّ وجل: وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
«2» . قال الكسائىّ- رحمه الله تعالى- قال كعب «3» : لمّا ولد إلياس- عليه السلام- ونسبه أنه إلياس ابن سباسبا «4» بن العيزار بن هارون. قال: وأمّه صفّوريّة، وجدّته أمّ أبيه

الصفحة 9