كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 14)

ليكون أرفع لدرجته، ولقد كان يخرج فيلقى أبا بكر فيقول: "ما أخرجك" فيقول: الجوع. قَالَ: "وأنا أخرجني" (¬1).
فكان هذا ابتلاء من الرب جل جلاله لجلالة قدره عنده. وقد قَالَ موسى كليمه: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24] والخير كسرة من شعير اشتاقها واشتهاها.
وفائدة ذَلِكَ من وجهين:
أحدهما: تعليم الخَلْق الصبر فكأنه قَالَ: أنا أكرم الخلق عَلَى الله وهذا حالي، فإذا ابتليتم أنتم فاصبروا.
ثانيهما؛ إعلام الناس أن البلاء يليق بالأخيار؛ ليفرح المبتلى.
وفيه: رد عَلَى زفر والأوزاعي أن الرهن ممنوع في السلم.
¬__________
= وضعفه المصنف -رحمه الله- في "البدر" 7/ 367، وكذا الحافظ في "الفتح" 11/ 274. وقال الحافظ السخاوي في "المقاصد" (538): سنده فيه منكر.
وبالغ أيضًا ابن الجوزي فرواه في "الموضوعات" (1622) وقال: قال البخاري: الحارث بن النعمان منكر الحديث.
وتبعه شيخ الإسلام فقال في "مجموع الفتاوى" 18/ 326: ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في "الموضوعات" وسواء صح لفظه أو لم يصح ...
وخطأ الهندي ابن الجوزي إيراده هذا الحديث في "الموضوعات" كما في "الكنز" 6/ 489 (16668).
وأما حديث عبادة بن الصامت فرواه الطبراني في "الدعاء" (1427)، والبيهقي 7/ 12، والضياء في "المختارة" 8/ 270 - 271 (332 - 333) من طريق الهقل بن زياد، عن عبيد بن زياد الأوزاعي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت.
قال الحافظ السخاوي في "المقاصد" (538): رواه الطبراني في "الدعاء" بسند رجاله ثقات.
والحديث في الجملة صححه الألباني في "الإرواء" (861) بمجموع طرقه وشواهده.
(¬1) رواه مسلم (2038) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 118