فإن قلت: فما تعمل في الحديث الصحيح: "نفس المؤمن معلقة بدينه حَتَّى يقضى عنه" (¬1) مع أنه - صلى الله عليه وسلم - مات وهي مرهونة.
قلت: هو محمول عَلَى من لم يخاف وفاءً دون من خلف (¬2).
¬__________
(¬1) روي من طرق عن أبي هريرة مرفوعًا.
الأول: عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
رواه الترمذي (1078)، وأحمد 2/ 508، والحاكم 2/ 26 - 27، والبيهقي 4/ 61، 6/ 76. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (860).
الثاني: عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة.
رواه الترمذي (1079)، وابن ماجه (2413)، وأبو يعلى 10/ 416 (2026)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 235، والبغوي في "شرح السنة" 8/ 202 (2147). قال الترمذي: حديث حسن، وهو أصح من الأول. وحسنه البغوي.
وقال النووي في "المجموع" 5/ 108، وفي "الخلاصة" 2/ 930 (3301): رواه الترمذي وابن ماجه بإسناد صحيح أو حسن. وقال الألباني في "صحيح الترمذي" (861): صحيح بما قبله. وصححه في "صحيح ابن ماجه" (1957).
الثالث: عن سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة. رواه أحمد 2/ 440، 475، والبيهقي 4/ 61، 6/ 76، وابن عبد البر 23/ 236. والحديث من هذا الطريق صححه الدارقطني في "العلل" 9/ 305.
ونقل ابن عبد البر عن يحيى بن سعيد أنه صحح هذا الحديث، وسئل عن عمر بن أبي سلمة، فقال: ضعيف الحديث، وقال ابن المديني عن يحيى القطان: كان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة. وقال السخاوي في "المقاصد" (2832) بعدما عزاه لأحمد والترمذي: قال المناوي: إسناده صحيح. وقال الشوكاني في "النيل" 2/ 680: الحديث رجاله ثقات إلا عمر بن أبي سلمة، وهو صدوق يخطئ.
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" (9281) لأحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم، ورمز له بالصحة. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (6779).
(¬2) ورد في هامش الأصل: ثم بلغ في الثالث بعد الخمسين كتبه مؤلفه.