كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 14)

{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} أي: عَلَى كل حال، و (لعل) من الله واجب.
والفلاح: الفوز والبقاء. واللهو: الطبل.
هو دحية الكلبي وافى بتجارته (¬1)، وقيل: كانوا في مجاعة وكان الطعام إذا جاءوا به ضرب الطبل، وقيل: الغناء. وقيل: اللعب.
{انفَضُّواْ إِلَيها} [الجمعة: 11] في الكلام حذف: إن كان لهوًا انفضوا إليه، أو تجارة إليها، كقولك: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضٍ، والرأي مختلف، وأعاد الضمير عَلَى التجارة؛ لأنها المقصود لا اللهو.
{وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11]، أي: في خطبتك ومعه اثنا عشر رجلًا (¬2)، منهم: أبو بكر، وعمر (¬3)، أو ثمانية (¬4).
قال الحسن: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تبع آخرهم أولهم اضطرم الوادي نارًا عليهم" (¬5).
{قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ} [الجمعة: 11] أي: ما عنده من الثواب والأجر خير من ذَلِكَ لمن جلس واستمع الخطبة.
{وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: 11] فارغبوا إليه في سعتها.
واستفتحه أيضا بقوله تعالى: ({إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}) [النساء: 29] أي: فليست من الباطل؛ لأنه بحق، والباطل
¬__________
(¬1) راجع تفصيل هذِه المسألة في شرح حديث (936).
(¬2) سلف برقم (936) ويأتي برقم (2058، 2064، 4899)، ورواه مسلم (863/ 36 - 37).
(¬3) رواه مسلم (863/ 38).
(¬4) ذكر ذلك الفراء في "معاني القرآن" 3/ 157، ونقله البغوي في "معالم التنزيل" 8/ 124 عن ابن عباس من رواية الكلبي.
(¬5) تقدم تخريجه في شرح حديث (936) فليراجع.

الصفحة 15