كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 14)

وفيه: أن العيش بالتجارة والصناعات أولى بنزاهة الأخلاق من العيش بالصدقات والهبات.
ثم اعلم أن هذا الحديث رواه البخاري هنا عن عبد العزيز، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده: قَالَ عبد الرحمن: لما قدمنا المدينة. وذكره في فضائل الأنصار عن إسماعيل بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قَالَ: لما قدموا المدينة (¬1). (وظاهره) (¬2) الإرسال؛ لأنه إن كان الضمير في جده يعود إلى إبراهيم ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن (¬3)، فيكون الجد فيه إبراهيم بن عبد الرحمن، وإبراهيم لم يشهد أمر المؤاخاة؛ لأنه توفي بعد التسعين قطعًا عن خمس وسبعين سنة. وقيل: إنه ولد في حياته، ولا تصح له رواية عنه. وأمر المؤاخاة كان حين الهجرة (¬4)، وإن عاد إلى جد
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (3780) باب: إخاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار.
(¬2) ورد في الأصل أسفلها: ظاهر الطريق الثانية.
(¬3) تقدمت ترجمته في شرح حديث (23)، وتقدمت ترجمة أبيه سعد بن إبراهيم في شرح حديث (182).
(¬4) نقل ابن سعد في "طبقاته" 5/ 56 عن الواقدي قال: توفي إبراهيم بن عبد الرحمن سنة ست وسبعين، وهو ابن خمس وسبعين سنة! وقال المزي في "تهذيب الكمال" 2/ 135: توفي سنة ست، وقيل: سنة خمس وتسعين، وهو ابن خمس وسبعين.
وقال الذهبي في "الكاشف" (165): توفي 96. وكذا قال في "السير" 4/ 292 وزاد: عن سن عالية، ويحتمل أنه ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال الحافظ في "التهذيب" 1/ 74 متعقبًا المزي في تقدير سنه بـ (75) سنة: في هذا التقدير في سنه نظر، فإن جماعة من الأئمة ذكروه في الصحابة، منهم أبو نعيم وابن إسحاق وابن منده. انظر: "معرفة الصحابة" 1/ 212 (76)، و"الاستيعاب" 1/ 158 (2)، و"أسد الغابة" 1/ 53 (13)، و"الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة" 1/ 42 (2)، و"الإصابة"1/ 95 (404).
وقال الحافظ في "التقريب" (206) قيل: له رؤية.

الصفحة 22