كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 14)

سعد بن إبراهيم، فيكون عَلَى هذا سعد روى عن جده عبد الرحمن بن عوف، وهذا لا يصح؛ لأن عبد الرحمن توفي سنة اثنتين وثلاثين، ومات سعد سنة ست وعشرين ومائة (¬1) عن ثلاث وسبعين سنة (¬2)، ولكن الحديث المذكور هنا متصل؛ لأن إبراهيم قَالَ فيه: قَالَ عبد الرحمن ابن عوف.
يوضح ذَلِكَ رواية أبي نعيم لما قَالَ عن جده، عن عبد الرحمن بن عوف قَالَ: لما قدمنا المدينة .. الحديث (¬3).
¬__________
(¬1) ورد بهامش الأصل ما نصه: في "الكاشف" سنة 25 مجزوم به وفي "الوفيات" له: سنة 27.
(¬2) لا خلاف أن عبد الرحمن بن عوف توفي سنة اثنتين وثلاثين، كما ذكر المصنف، أو إحدى وثلاثين.
وانظر ترجمته في: "الاستيعاب" 2/ 386 (1455)، و"أسد الغابة" 3/ 480 (3364)، و"تهذيب الكمال" 17/ 324 (3923)، و"سير أعلام النبلاء" 1/ 68 (4)، و"الإصابة" 2/ 416 (5179).
وأما سعد بن إبراهيم فاختلف في وفاته اختلافًا يسيرًا، فقال المزي: قال ابنه إبراهيم بن سعد وغير واحد: مات سنة خمس وعشرين ومائة، وقال يعقوب بن إبراهيم: مات سنة ست وعشرين، وقال مرة: سنة سبع وعشرين، وهو ابن اثنتين وسبعين، وقال خليفة بن خياط وغير واحد: مات سنة سبع وعشرين، وقال في موضع: سنة ثمان وعشرين ومائة. انظر: "تهذيب الكمال" 10/ 246.
قلت: وعلى كل فلا يمكن أن يروي عن جده عبد الرحمن بحال؛ فبين وفاة عبد الرحمن بن عوف ومولد سعد بن إبراهيم ما يزيد عن عشرين سنة.
وأيضًا في ترجمة عبد الرحمن بن عوف من "تهذيب الكمال" 17/ 324 (3923) لم يذكر في الرواة عنه سعد بن إبراهيم، وكذا في ترجمة سعد 10/ 240 (2199) لم يذكر في الراوي عنهم جده عبد الرحمن، وإنما ذكر أنه يروي عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن.
(¬3) انظر زيادة بيان لذلك في: "الفتح" 4/ 289، 7/ 113، و"عمدة القاري" 9/ 241 - 242، 13/ 333، و"منحة الباري" 4/ 481، 7/ 98.

الصفحة 23