كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 14)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بين الصحابة مرتين: مرة بمكة قبل الهجرة، والأخرى بعدها، ذكره القرطبي (¬1).
وقال ابن عبد البر: والصحيح في المؤاخاة في المدينة بعد بنائه المسجد، فكانوا يتوارثون بذلك دون القرابات حَتَّى نزلت {وَأُولُو الْأَرْحَامِ} الآية [الأنفال: 75]. وقيل: كان قبل ذَلِكَ والمسجد يبنى (¬2). وقيل: بعد قدومه المدينة بخمسة أشهر. وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة" عن زيد بن أبي أوفى أنها كانت في المسجد، وكانوا مائة: خمسون من الأنصار، وخمسون من المهاجرين.
ثانيها: المرأة التي تزوجها عبد الرحمن بن عوف هي ابنة أبي الحيسر (أنس) (¬3) بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل (¬4). قَالَ الزبير: ولدت له القاسم وأبا عثمان عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف (¬5).
¬__________
(¬1) "المفهم" 6/ 483.
(¬2) الدرر في اختصار المغازي والسير" ص 88 - 89.
(¬3) في الأصول: (أنيس) والصواب ما أثبتناه -كما سيأتي في مصادر الترجمة.
(¬4) ورد في هامش الأصل ما نصه: كونها ابنة أنيس ذكره ابن عبد البر.
(¬5) روي أنه لما قدم أبو الحيسر، أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. الحديث.
رواه أبو نعيم الحافظ في "معرفة الصحابة" 1/ 244 (839) في ترجمة أنس بن رافع (99)، وفي 1/ 293 - 294 (954) في ترجمة إياس بن معاذ الأشهلي (162) ووقع في الموضعين: (أبو الحيسم) وهو خطأ، وإنما هو: (أبو الحيسر). وذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/ 213 في ترجمة إياس بن معاذ (123)، وكذا ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 147 ترجمة أنس بن رافع (248) ورواه بإسناده في 1/ 186 ترجمة إياس بن معاذ (347)، وذكره الحافظ في "الإصابة" =

الصفحة 25