كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 14)

سنان -يعني أبا عبد الله عابد أهل البصرة- فقال يونس: ما عالجت شيئًا أشد عليَّ من الورع. فقال حسان: لكن أنا ما عالجت شيئًا أهون عليَّ منه. قال يونس: كيف؟ قال حسان: تركت ما يريبني إلى ما لا يريبني فاسترحت (¬1). ثم روى بإسناده عن الحسن بن عبد العزيز الجروي قَالَ: كتب إليَّ ضمرة، عن عبد الله بن شوذب قَالَ: قَالَ حسان بن أبي سنان: ما أيسر الورع! إذا شككت في شيء فاتركه (¬2).
قلت: ولفظ: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" صح من حديث الحسن بن علي. قَالَ الترمذي: حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح الإسناد (¬3).
¬__________
(¬1) أبو نعيم في "الحلية" 3/ 116.
ورواه في موضع آخر 3/ 23 عن عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا أحمد بن
جعفر بن بهرد، قال: ثنا أحمد بن روح الأهوازي، قال: ثنا عثمان بن عمر، قال: ثنا يونس بن عمر، بنحوه.
ومن هذا الطريق وصله الحافظ بإسناده في "التغليق" 3/ 209.
(¬2) "الحلية" 3/ 116. ورواه الحافظ في "التغليق" 3/ 209 - 210.
(¬3) الترمذي (2518)، "المستدرك" 2/ 13، 4/ 99.
ورواه أيضًا النسائي 8/ 327 - 328، وأحمد 1/ 200، والطيالسي 2/ 499 (1274)، وابن خزيمة 4/ 59 (2348)، وابن حبان 2/ 498 (722)، والبيهقي 5/ 335 من طريق بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي، قال: قلت للحسن بن علي .. الحديث.
ووقع عند الحاكم: يزيد بن أبي مريم عن أبي الجوراء، وكلاهما تصحيف، وكذا عند البيهقي تصحفت بريد إلى يزيد.
قال الذهبي في "التلخيص" 4/ 99: سنده قوي. وحسنه النووي في "المجموع" 1/ 235.
وقال الحافظ في "التغليق" 3/ 211: سنده صحيح.
وقال الألباني في "الإرواء" 1/ 44 (12)، 7/ 155 (2074): إسناده صحيح.

الصفحة 42