كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 14)

وأثر ابن عباس أخرجه الشافعي، عن سفيان، عن أيوب، عن قتادة، عن أبي حسان مسلم الأعرج، عن ابن عباس قال: أشهد أن السلف المضمون إلى أجل مسمى، أن الله أحله وأذن فيه وقرأ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ} [البقرة: 282] الآية، ورواه ابن أبي شيبة، عن وكيع، عن هشام، ثنا قتادة (¬1).
¬__________
(¬1) "مسند الشافعي" 2/ 171 (597)، "مصنف ابن أبي شيبة" 4/ 483 (22312)، ورواه أيضًا عبد الرزاق في "المصنف" 8/ 5 (14064)، والطبري في "تفسيره" 3/ 116 (6318)، والطبراني 12/ 205 (12903)، والحاكم 2/ 286، والبيهقي في "السنن" 6/ 18، 19، وفي "معرفة السنن والآثار" 8/ 183 - 184 (11568)، والحافظ في "تغليق التعليق" 3/ 276 - 277 من طرق عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس.
قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال المصنف في "البدر المنير" 6/ 616: رواه البيهقي بإسناد الصحيح من حديث شعبة عن قتادة. ونقل الحافظ في "الفتح" 4/ 435 تصحيح الحاكم للحديث، وسكت عنه، والحديث صححه الألباني في "الإرواء" (1369).
وهذا الأثر سلف أن ذكره المصنف -رحمه الله- في شرح حديثي (2068 - 2069) فقال: قال ابن عباس: هو في كتاب الله وذكر: {إلَى أَجَل مُّسَمًى}. وهناك لم يعزه، ولم يشر أنه سيأتي معلقًا.
وأيضًا لما خرجه في "البدر المنير" 6/ 616 عزاه للبيهقي وغيره، ولم يعزه للبخاري، ولم يشر أن البخاري علقه.
وكذلك لما خرجه الألباني في "الإرواء" (1369) لم يشر أن البخاري ذكره معلقًا!
وتنبه لذلك الحافظ ابن كثير فقال في "تفسيره" 2/ 505: وقال قتادة، عن أبي حسان .. فذكره، وكأنما نقله عن الطبري، ثم قال: رواه البخاري. أما الحافظ الزيلعي فلما خرج الأثر في "نصب الراية" 4/ 44 - 45 وعزاه للحاكم والشافعي وغيرهما، وقال: ورأيت بعض مصنفي زماننا عزا هذا الحديث للبخاري، وهو غلط. اهـ. =

الصفحة 641