كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 14)

مما قتل الله. فأنزل {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} " الآية (¬1).
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (2819)، والترمذي (3069)، والطبري في "تفسيره" 5/ 328 (13829)، والبيهقي 9/ 240، وابن عبد البر 22/ 300 - 301، والضياء في "المختارة" 10/ 255 - 257 (269 - 271) من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
ووقع عند الترمذي: أتى ناس النبي - صلى الله عليه وسلم -، دون تعيين أنهم اليهود.
ووقع عند الضياء في الحديث الثاني: إن المشركين قالوا.
قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/ 113: عطاء بن السائب اختلفوا في الاحتجاج بحديثه، وأخرج له البخاري مقرونًا بجعفر بن أبي وحشية، وفي إسناده أيضًا عمران بن عيينة، قال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه فإنه يأتي بالمناكير. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن القيم في "الحاشية" 4/ 113 - 114: هذا الحديث له علل: إحداها: أن عطاء بن السائب اضطرب فيه، فمرة وصله ومرة أرسله. الثانية: ذكر العلة الأولى التي ذكرها المنذري. الثالثة: ذكر العلة الثانية التي ذكرها المنذري. الرابعة: أن سورة الأنعام مكية باتفاق، ومجيء اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إياه إنما كان بعد قدومه المدينة.
وقال الحافظ ابن كثير في "التفسير" 6/ 156 - 157: الحديث فيه نظر من وجوه ثلاثة:
أحدها: أن اليهود لا يرون إباحة الميتة حتى يجادلوا.
الثاني: أن الآية من الأنعام وهي مكية.
الثالث: أن الحديث رواه الترمذي بلفظ: أتى ناس النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: حسن غريب، وروي عن سعيد بن جبير مرسلًا. اهـ.
وقال الألباني في "صحيح أبي داود" (2510): حديث صحيح، لكن ذكر اليهود فيه منكر. والمحفوظ أنهم المشركون أهـ.
وروى أبو داود (2818)، وابن ماجه (3173)، والطبري 5/ 326 (13816)، والحاكم 4/ 113، 231، والبيهقي 9/ 241 من طريق إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} يقولون: ما ذبح الله فلا تأكلوا وما ذبحتم أنتم فكلوا، فأنزل الله -عز وجل- {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} والحديث قال عنه الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. =

الصفحة 66