كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 14)

وهذا يكون لضعف الدين وعموم الفتن، وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا (¬1)، وأنذر بكثرة الفساد، وظهور المنكر، وتغير الأحوال، وذلك من أعلام نبوته.
وفي الحديث: "من بات كالًّا من عمل الحلال بات والله عنه راضٍ، وأصبح مغفورًا له" (¬2).
و"طلب الحلال فريضة عَلَى كل مؤمن" (¬3) ذكره (المنذري) من
¬__________
(¬1) رواه مسلم (145) عن أبي هريرة.
(¬2) روي من حديث ابن عباس والمقدام بن معدي كرب.
حديث ابن عباس رواه الطبراني في "الأوسط" 7/ 289 (7520) بلفظ: "من أمسى كالًا من عمل يديه أمسى مغفورًا له".
قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 63: فيه جماعة لم أعرفهم، وضعفه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (1660)، والألباني في "الضعيفة" (2626).
وأما حديث المقدام فرواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ 10 بلفظ: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو باسط يديه وهو يقول: "ما أكل العبد طعامًا أحب إلى الله من كدّ يده، ومن بات كالًا من عمله بات مغفورًا له".
قال الحافظ الذهبي في "السير" 14/ 550، والألباني في "الضعيفة" (1794): حديث منكر. وانظر الحديث الآتي قريبًا برقم (2072).
(¬3) روي من حديث عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وابن عباس وابن عمر.
حديث ابن مسعود رواه الطبراني 10/ 74 (9993)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدثين" 3/ 320 (510)، والأزدي في "من وافق اسمه" ص 51، وأبو الحسين الصيداوي في "معجم الشيوخ" ص 106، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 126، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 339، والقضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 104 (122)، والبيهقي في "السنن" 6/ 128، وفي "الشعب" 6/ 420 (8741)، والحافظ الذهبي في "السير" 15/ 422، وفي "تذكرة الحفاظ" 3/ 902 من طريق
يحيى بن يحيى، عن عباد بن كثير الرملي، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: "طلب الحلال فريضة بعد الفريضة". =

الصفحة 70