كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 14)
قال أَبو عمر هذا عندنا غير صحيح لأن بن شهاب يروي، عَن أبي سلمة وعُروَة، عَن عائشة أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم حين خير أزواجه بدأ بها فاختارت الله ورسوله قال وتتابع أزواج رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم كلهن على ذلك.
وقال قتادة وعكرمة كان عنده حين أخبرهن تسع نسوة وهن اللاتي توفي عنهن وكذا قال جماعة إن التي كانت تقول أنا الشقية هي التي استعاذت واختلف في المستعيذة اختلافا كثيرا ولا يصح فيها شيء وقد قيل إن الضحاك بن سفيان عرض عليه ابنته فاطمة وقال أنها لم تصدع قط فقال لا حاجة لي بها وقد قيل إنه تزوجها سنة ثمان انتهى كلام ابن عَبد البَرِّ.
ويحتاج كلامه إلى شرح وعليه في بعضه مؤاخذات أما حديث بن شهاب بما ذكر فهو في الصحيح.
[لكن آخره وأبي سائر وأما قول قتادة فأَخرجه وأما قول عكرمة فأَخرجه وأما قوله وهن اللاتي توفي عنهن ففيه نظر لأن آية التخيير كانت وتزوج بعد ذلك...].
وأما الذي قال إن التي كانت تقول أنا الشقية هي المستعيذة فهو قول حكاه الواقدي، عَن ابن مناح قال استعاذت من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم وعلى آله وسلم وهذا لا يبطل قول بن إسحاق إن الكلابية اختارت وكانت تقول أنا الشقية لأن الجمع ممكن.