كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 14)
فقال بيده ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره يا مسكينة عليك السكينة فلما قالها أذهب الله ما كان في قلبي من الرعب وتقدم صاحبي فبايعه على الإسلام وعلى قومه ثم قال يا رسول الله اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا إلا مسافر أو مجاوز.
فقال "اكتب له يا غلام بالدهناء" فلما رأيته قد أمر له بها شخص بن وهي وطني وداري فقلت يا رسول الله إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك إنما هي الدهناء مقيد الجمل ومرعي الغنم ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك.
فقال أمسك يا غلام صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان فلما رأى حريث أنه قد حيل دون كتابه ضرب بيديه إحداهما على الأخرى ثم قال كنت أنا وأنت كَما قَال حتفها ضائن تحمل بأظلافها.