كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 14)

فرق له أبوه وأذن له فارتجعها ثم لما كان حصار الطائف أصابه سهم فكان فيه هلاكه فمات بالمدينة فرثته بأبيات منها:
فآليت لا تنفك عيني حزينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا.
ثم تزوجها زيد بن الخطاب على ما قيل فاستشهد باليمامة ثم تزوجها عمر فجرت لها قصة مع علي في تذكيرها بقولها فآليت لا تنفك عيني حزينة ثم استشهد عمر فرثته بالأبيات المشهورة. وأخرج ابن سعد بسند حسن، عَن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب كانت عاتكة تحب عَبد الله بن أبي بكر فجعل لها طائفة من ماله على ألا تتزوج بعده ومات فأرسل عمر إلى عاتكة أن قد حرمت ما أحل الله لك فردى إلى أهله المال الذي أخذته ففعلت فخطبها عمر فنكحها، ويُقال: إن عليا خطبها فقالت أني لأضن بك، عَن القتل، ويُقال: إن عَبد الله بن الزبير صالحها على ميراثها من الزبير بثمانين ألفا.
وذكر أَبو عمر في التمهيد أن عمر لما خطبها شرطت عليه ألا يضربها ولا يمنعها من الحق ولا من الصلاة في المسجد النبوي ثم شرطت ذلك على الزبير فتحيل عليها أن كمن لها لما خرجت إلى صلاة العشاء فلما مرت به ضرب عليى عجيزتها فلما رجعت قالت إنا لله فسد الناس فلم تخرج بعد.
قلت: أخرج ابن مَنْدَه من طريق أبي الزناد، عَن موسى بن عقبة، عَن سالم أن عاتكة بنت زيد كانت تحت عمر فكانت تكثر الاختلاف إلى المسجد النبوي، وكان عمر يكره ذلك فقيل لها في ذلك فقالت ما كنت بتاركته إلا أن يمنعني فكأنه كره أن يمنعها فتزوجها رجل بعد عمر فكان يمنعها قلت: لسالم من هو قال الزبير بن العوام.

الصفحة 20