كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 14)

وفي صحيح البُخارِيّ وطبقات ابن سَعد، عَن أنس رأيت النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم على قبرها فرأيت عينيه تدمعان فقال فيكم أحد لم يقارف الليلة فقال أَبو طلحة أنا فقال انزل في قبرها.
وقال الوَاقِدِيُّ: بسند له نزل في حفرتها علي والفضل وأسامة بن زيد.
وقال غيره: كان عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب تزوجا رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم فلما نزلت ?تبت يدا أبي لهب? وتب قال أَبو لهب لابنيه رأسي بين رؤُوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد وقالت لهما أمهما حمالة الحطب إن رقية وأم كلثوم صبتا فطلقاهما فطلقاهما قبل الدخول.
قلت: وهذا أولى مما ذكر أَبو عمر تبعا لابن سعد إن ولدي أبي لهب تزوجا رقية وأم كلثوم قبل البعثة فإنه فيه نظر لأن أبا عمر نقل الاتفاق على أن زينب أكبر البنات وتقدم في ترجمتها أنها ولدت قبل البعثة بعشر سنين فإذا كانت أكبرهن بهذه السن فكيف تزوج من هو أصغر منها نعم إن ثبت ذلك يكون عقد نكاح إلى حين يحصل التأهل فكأن الفراق وقع قبل ذلك.
وقال ابن مَنْدَه: مات عتبة قبل أن يدخل بأم كلثوم وروى سليمان بن بلال، عَن يحيى بن سعيد، عَن ابن شهاب، عَن أنس أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم ثوب حرير سيراء أَخرجه ابن مَنْدَه وأصله في الصحيح.
وقد تقدم في ترجمة أم عياش مولاة رقية أنها قالت سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء قال ابن مَنْدَه: غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد وأخرج ابن مَنْدَه أيضًا من حديث أبي هريرة رفعه أتاني جبرائيل فقال إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها وقال غريب تَفَرَّدَ به محمد بن عثمان بن خالد العثماني.

الصفحة 498