كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 14)
وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عَن الشعبي قال خطب النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم أم هانئ فقالت يا رسول الله لأنت أحب إلي من سمعي وبصري وحق الزوج عظيم وأنا أخشى أن أضيع حق الزوج فقال فذكر الحديث.
ومن طريق أبي نوفل بن أبي عقرب قال خطبها فقال لولدين بين يديها كفى بهذا رضيعا وبهذا ضجيعا فذكر الحديث وهذان مرسلان.
ومن طريق السدي، عَن أبي صالح مولى أم هانئ قال خطب النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم أم هانئ فقالت أني مؤيمة فلما أدرك بنوها عرضت نفسها عليه فقال أما الآن فلا لان الله أنزل عليه في قوله ?وبنات عماتك وبنات خالاتك وبنات خالتك اللاتي هاجرن معك? ولم تكن من المهاجرات.
وقال أَبو عُمَر هرب هبيرة لما فتحت مكة إلى نجران وقال في ذلك شعرا يعتذر فيه، عَن فراره ولما بلغه أن أم هانئ أسلمت قال فيها شعرا، وكان له منها عَمرو وبه كان يكنى وهبيرة وغيرهما.
روت أم هانئ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم أحاديث في الكتب الستة وغيرها روى عنها ابنها جعدة وابنه يحيى وحفيدها هارون ومولياها أَبو مرة، وأَبو صالح، وابن عمها عَبد الله بن عباس وعبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي وولده عَبد الله وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومجاهد وعُروَة وآخرون.
وقال التِّرمِذيّ وغيره عاشت بعد علي.