كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 14)

فتزوجها هشام فولدت له سلمة فكان من خيار المسلمين ووفى لها هشام بما قال قال ابن عباس فأخبرني المطلب بن أبي وداعة السهمي، وكان ولده رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم قال لما أخلت قريش لضباعة البيت خرجت أنا ومحمد ونحن غلامان فاستصغرونا فلم نمنع فنظرنا إليها لما جاءت فجعلت تخلع ثوبا ثوبا وهي تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحله.
حتى نزعت ثيابها ثم نشرت شعرها فغطى بطنها وظهرها حتى صار في خلخالها فما استبان من جسدها شيء وأقبلت تطوف وهي تقول هذا الشعر.
فلما مات هشام بن المغيرة وأسلمت هي وهاجرت خطبها النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم إلى ابنها سلمة فقال يا رسول الله ما عنك مدفع فأستأمرها قال نعم فأتاها فقالت إنا لله أفي رسول الله تستأمرني أنا أسعى لأن أحشر في أزواجه أرجع إليه فقل له نعم قبل أن يبدو له فرجع سلمة فقال له فسكت النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقل شيئا، وكان قد قيل له بعد أن ولي سلمة إن ضباعة ليست كما عهدت قد كثرت غضون وجهها وسقطت أسنانها من فمها.
وذكر ابن سعد بعض هذا في ترجمتها، عَن هشام بن الكلبي وعنه بهذا السند كانت ضباعة من أجمل نساء العرب وأعظمهن خلقة وكانت إذا جلست أخذت من الأرض شيئا كثيرا وكانت تغطي جسدها بشعرها.

الصفحة 9