كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 14)

مع رئيس الوزراء - غي موليه - ومع الوزير المقيم في الجزائر - لاكوست -. ولكن هذه المشكلة تثير مسألة أخرى أكثر أهمية بكثير وهي: هل سيرغم ملايين الجزائريين من مسلمين وأورويين، من الذين ولدوا فرنسيين، ويشعرون دائما أنهم فرنسيون، على أن يصبحوا بين عشية وضحاها أجانب في هذه البلاد التي ولدوا فيها؟؟).
كذلك صرح (شومان) (¬1) أمام الجمعية الوطنية الفرنسية:
(إن من يسمع أنصار الثوار الجزائريين بين نواب هذه الجمعية، يعتقد بأن هناك طريقين لا ثالث لهما: إما المفاوضة مع الثوار بالشروط التي يفرضونها هم علينا، أو الاستمرار في الحرب. والواقع أن هناك طريقا ثالثا، هو طريق (الاتحاد أو الدمج) والذي اختاره - غي موليه - و - لاكوست -. أما وقف إطلاق النار، فيجب أن يوجه إلى العصاة أنفسهم، كما كتبت بحق بصحيفة - البوبلير - كان حال الحكومة الحاضرة - تذكيرا للشيوعيين -!، وإن مناقشة الجمعية يجب أن تستهدف إقناع الثوار بأن إرادتنا حاسمة في موضوع الجزائر. إن الحل النهائي للمشكلة يجب أن يكون سياسيا، ولكن يجب أن نمهد لذلك بالوسائل الحاسمة، أما تحديد مستقبل الجزائر منذ الآن، فإن الوقوع في الفخ الذي يريده لنا الخصوم، وارتكاب خطأ جسيم قد لا يمكن إصلاحه بعد هذا أبدا.
إن القضية الجزائرية هي قضية فرنسية صرفة، ومن أكبر
¬__________
(¬1) صحيفة (لوموند) الفرنسية 2/ 6/ 1956، وكان ذلك أثناء المناقشة الحامية التي نوقشت فيها المسألة الجزائرية خلال أيام متتالية، وانتهت بفوز الحكومة بثقة الأغلبية الاستعمارية في الجمعية.

الصفحة 20