كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 14)

عشية وضحاها التخلص من وصايتنا عليها، خاصة في ميادين الأمن والدفاع والدبلوماسية، بالنظر لأن الموضوع لا يمس فرنسا وحدها بل التزاماتها الدولية أيضا.
أما عن الجزائر التي ارتبط مصيرها بمصيرنا منذ أكثر من 125 سنة، والتي يعيش فيها أكثر من مليون فرنسي. فقد أعلن رئيس الوزراء بحق اتحادها الأبدي مع الوطن الأم!
وليس من شك في أن سياسة التهدئة تحتاج لمزيد من الجهود العسكرية الدائبة للقضاء على نظام الإرهاب غير المحتمل السائد الآن في الجزائر؟ إن المشكلة الأساسية الآن هي المشكلة العسكرية، ولن تحل هذه المشكلة إلا بتصميم الشعب الفرنسي على بذل كل التضحيات اللازمة لتطبيق المنهاج الحكومي المعلن، ذلك المنهاج الحازم الكريم الذي يستهدف تنفيذ سياسة واضحة المعالم، نيرة الأهداف. وإننا إذ نقدم هذه التضحيات في سبيل الجزائر، انما نرد بعض الذين علينا تجاه المجتمع الجزائري الفرنسي الإسلامي (؟)
الذي لم يبخل حتى بدمائه في سبيل الوطن الأم، تجاه الفرنسيين المسلمين الذين يسقطون يوميا صرعى في سبيل إخلاصهم وولائهم لفرنسا! وتجاه الفرنسيين الأوروبين الذين نعلم جميعا مبلغ ارتباطهم بوطنهم الصغير - الجزائر - قدر ارباطهم بوطنهم الكبير - فرنسا - سواء بسواء.
انني أنتهز هذه الفرصة لأحيي على رؤوس الأشهاد القادة والجنود الفرنسيين الذين يقومون في شمال أفريقيا بواجبهم العسير في ظروف صعبة للغاية. إن جنودنا من مهنيين واحتياط يحاربون هناك بشجاعة فائقة، في ظروف أدبية غدت مرهقة نتيجة جهل فريق من الرأي العام الفرنسي وإهمال الفريق الآخر؛ إنهم يتألمون عندما

الصفحة 22