كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 14)

يرون فئة من بني جلدتهم لا تتورع أن تسير في خضم الدعايات الأجنبية المسمومة التي تصورهم آلات للعسف والعدوان، ضد السكان المحليين الأبرياء، في الوقت الذي يقومون فيه على العكس بحماية هؤلاء السكان من بعض العصابات الوحشية التي لم تتورع عن استعمال جميع الوسائل البربرية لإشباع تعصبها العنصري. وانني أعتبر، كما يعتبر الكثير من الخبراء، أن ميدان شمال أفريقيا هو محك نهائي لاختبار حيوية الشعب الفرنسي وعظمته! ولا شك أن نجاح التجربة متوقف علينا، نحن أبناء هذا الجيل، على إرادتنا وتضحيتنا، على الأقل في بلد فرنسي صرف، مثل بلد الجزائر! فهل يستطيع الجيل الحاضر تجنب هذه المسؤولية المخزية أمام التاريخ، مسؤولية إنهيار فرنسا، واللعنة الأبدية لإخوانه الأوروبيين والمسلمين؟!).
وفي مقال كتبه هذا الماريشال الاستعماري (جوان) جاء ما يلي (¬1):
(إنني أحذر الرأي العام الفرنسي من جوقة الإنذارات المدفوعة من دون شك بإمارات الإعياء البادية في معسكر العصاة، والتي تدعونا من دون كلل ولا ملل إلى المفاوضة مع الممثلين الحقيقيين المزعومين للوصول لوقف إطلاق النار. إن هذا الإجراء الأخرق في مثل هذا الوقت غير المناسب، لن يفسر علينا إلا كعلامة من علامات الضعف ...
إنه لمن المستحسن جدا أن نزيد اهتمام (قصر شايو) بأمن الجزائر، هذا البلد الذي تشمله منظمة معاهدة الأطلسي بشكل
¬__________
(¬1) أضواء على القضية الجزائرية - كبة - ص 127 - 128.

الصفحة 23