كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 14)

نجد استعدادات أكيدة من قبل بعض الفئات المنشقة في مراكش للخضوع لإرداة السلطان، كما أن الانتخابات الأخيرة التي جرت في تونس انتهت بمنح إجماع الناخبين تقريبا ثقتهم بالحكومة التونسية التي عقدنا معها الاتفاقيات الأخيرة.
إن هذه الوقائع التي جرت في فترة محدودة جدا من الزمن، أحدثت انطباعا ممتازا في الرأي العام الفرنسي، فحل محل التشاؤم والخضوع لصروف القدر أمل جديد بإمكان حل المشاكل المفروضة في الشمال الأفريقي حلا موفقا، كذلك برزت مزايا الوزير المقيم الجديد في الجزائر، ومنها روح العزم التي أبداها، وحسن تقديره لصعوبات الموقف، وخلقه الرائع تجاه المسؤوليات الكبيرة التي يواجهها، والإجراءات الاجتماعية المختلفة التي اتخذها حتى الآن، مما أحدث الأثر البالغ على الفرنسيين داخل فرنسا، كما أدى إلى بعث الثقة من جديد في أوساط واسعة من الفرنسيين -المسلمين!. يضاف لكل ذلك أمثلة الشهامة والشعور بالواجب التي تبديها الجيوش الفرنسية في الجزائر كل يوم! وروح الفهم والإنسانية التي تبديها قوات الأمن الفرنسية - الاستخبارات - هناك، مما ساعد إلى حد كبير على إحداث النتائج الحسنة المشار إليها أعلاه.
إذن هناك حقا بصيص من الضوء يلوح في الأفق، ولكننا ما زلنا بعيدين عن منبع الضوء، ولذلك لا يجدر بنا أن نستنيم للدعة والهدوء، بل يجب علينا أن نضاعف الجهود، فالمشاكل الكبرى لا تزال ماثلة أمامنا تنتظر الحل. لقد منحنا الحكومة القائمة السلطات المطلقة فيما يختص بمسألة الجزائر فلأي غرض ستسعملها هذه الحكومة؟ وما هو هدفها الأساسي الذي تريد بلوغه؟ إن تحديد الهدف المذكور بوضوح هو أمر لا غنى عنه بالمرة، لحسن سير

الصفحة 25