كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 14)

التنفيذ والعمل من قبل مجموعة الموظفين، عسكريين ومدنيين، في كل درجات السلم الإداري. هل تستهدف الحكومة مجرد إعادة الأمن إلى نصابه؟ أم تريد خوض حرب حقيقية طويلة الأمد؟. ذلك لأن المسألة، ليت مجرد عصيان بسيط تقوم به قلة من المواطنين الفرنسيين، بل هي حرب صريحة مكشوفة أعلنتها علينا ولا تزال تمولها وتمدها بالسلاح أمم أجنبية تديرها من الخارج!
إن من الضروري جدا المبادرة فورا لتحديد الرسالة التي عهدت بها الحكومة للحاكم العام، وإعلانها من دون تأخير على الجيش المحارب في شمال أفريقيا، والذي لا يعلم على وجه الدقة لماذا يحارب هناك!
إن جميع الضباط على اختلاف رتبهم لا يزالون يشكون من الضرر البالغ، من الوجهة الأدبية ووجهة التنفيذ على السواء، والناجم عن جهلهم بهدف الحرب، والاضطراب الذي يعيشون في كنفه.
هل المقصود مجرد إعادة الهدوء؟ هذا هو الهدف الظاهر من حركات جيشنا في الجزائر، ولكن الدلائل قاطعة على الفشل المريع لهذا الهدف. ان كل يوم يمر على الجزائر يشهد ضحايا جديدة في أرواح الفرنسيين، في صفوف جنودنا الفرنسيين والجزائريين، كما يشهد تطورا مستمرا في أعمال الإرهاب والاغتيالات وهدم المدارس، وتخريب المواصلات وإبادة الحقول وإهلاك المواشي، الخ ... إن استمرار هذا الوضع المتردي لسوف يؤدي دونما شك ببصيص الثقة الذي لم يكد يرى النور في أجل قصير، ويبعث اليأس في نفوس أصدقائنا وحلفائنا، ويحملهم على أن يظنوا بضعفنا الظنون. تصوروا مدى النقمة والسخط المستحوذين على مواطنينا في الجزائر عندما يرون جهود أجيال طويلة متعاقبة من عملهم

الصفحة 26