كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 14)

فصرخ في وجهه أحد هؤلاء: (أنت الخائن، وجلاد الوطنيين).
فأجابه النائب (البوجادي - ديد): (لقد كنت تتجسس على
رجال المقاومة عام 1941 ...).
فصرخ في وجهه نائب آخر من الأحرار - اسمه غرينييه - بقوله: (كم من الوطنيين سلمتهم للغستابو، وكم تقبض الآن ثمن مهمتك كجاسوس أمريكي؟).
وتابع الخطيب (البوجادي) صارخا: (يجب عليك أيها الرئيس - غي موليه - أن تسحق الخيانة من رأسها، وأن تحل
منظمات الخونة!).
وبعد أن عاد الهدوء نسبيا للجمعية الوطنية، بعد المناقشات الصاخبة، ختم الخطيب ما يريد قوله - بالعبارة الآتية: (أيها الرئيس! - إنني مقتنع بأنكم ستبرهنون على أن الاتحاد الفرنسي لا يباع ولا يشرى، وأن أسماء أبطالنا من أمثال (الأب فوكو) (¬1)
¬__________
(¬1) الأب فوكو: من المبشرين ورجال الدين المسيحي المتعصبين والمشهورين بعدائهم للإسلام والمسلمين، ومن آثاره المعروفة رسالته إلى (الدوق فيتزجيمس) سنة 1912، والتي أعادت صحيفة (لوموند) نشرها بعدد 17/ 5/ 1956 وفيها: (أعتقد بأنه إذا لم نتمكن من تحويل المسلمين بالتدريج عن دينهم، وحملهم على اعتناق المسيحية، فإن النتيجة الحتمية هي تكون روح قومية جديدة تؤدي إلى طردنا من الامبراطورية الاستعمارية في شمال افريقيا. إن الروح الوطنية، العربية والبررية، سوف تنمو في صفوف الطبقة المثقفة التي ستسعمل الإسلام كسلاح فعال لإثارة الجماهير الجاهلة في امبراطوريتنا الفرنسية، في أيامنا السود. وإن السبيل الوحيد لضمان عدم طردنا من هذه الامبراطورية هو أن نجعل سكان البلاد فرنسيين، والسبيل الوحيد لذلك هو جعلهم مسيحيين).

الصفحة 35