كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 14)

(إن استقلال الجزائر ليس في مصلحة فرنسا، ولا في مصلحة الجزائر أيضا. إن على فرنسا متابعة رسالتها في الجزائر، إلا أن الشعب الإسلامي يجب أن يتمتع بالمساواة في سائر الحقوق، وفي جميع الميادين. إن الحكومة الجزائرية يجب أن تكون تابعة لحكومة الجمهورية الفرنسية خاصة من وجهة التمثيل الدبلوماسي، إلا أن النواب الجزائريين في الجمعية الوطنية يجب أن يستشاروا في كل عمل دولي يمس مصلحة الجزائر. والخلاصة، يجب أن تتمتع الجزائر بحكم ذاتي من الوجهتين السياسية والإدارية).
...
لقد أثير في منتصف العام (1956) موضوع تقسيم الجزائر إلى قسمين (عربي - إسلامي) و (فرنيي - مسيحي)، وارتفعت على الأثر ضجة كبرى في الأوساط الاستعمارية الفرنسية التي هاجمت مشروع التقسيم باعتباره مظهرا من مظاهر (الانهزامية) أمام العرب (على حد زعمها) و (تنازلا سخيا جدا لهم عن جزء من الجزائر الفرنسية) وكان المقيم العام السابق في الجزائر (جاك سوستيل) من أشد الاستعماريين هجوما على المشروع. وقد يكون من المناسب التعرض لبعض هذه المقولات.
كتبت صحيفة فرنسية (¬1) ما يلي: (لقد قرأت باهتمام بالغ رسالة أحد قرائكم المنشورة في عدد 10/ 4/ 1956، حول إيجاد حل للقضية الجزائرية. إن الحل المقترح من قبل القارىء وإن كان عسيرا تطبيقه، بالغة تضحياته، إلا أنه في الواقع حل واقعي
¬__________
(¬1) صحيفة (لوموند) 16/ 5/ 1956.

الصفحة 39