كتاب المعجم الكبير للطبراني جـ 13، 14 (اسم الجزء: 14)

14629 - حدثنا يحيى بن أيوبَ العَلاَّفُ، قال: ثنا سعيدُ بن أبي مريمَ، قال: أخبرنا نافعُ بن يزيدَ، قال: حدَّثَني ربيعةُ بن سيفٍ، قال: حدَّثَني أبو عبدِالرحمنِ الحُبُليُّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قَبَرْنَا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رجلاً، فلما رَجَعْنا وحاذينا بابَه، إذا هو بامرأةٍ مقبلةٍ لا نظنُّه عَرَفها، فقال: «يَا فَاطِمَةُ، مِنْ أَيْنَ جِئْتِ؟» . قالت: جئتُ مِن عندِ أهلِ هذا الميتِ، رَحَّمْتُ (¬1) إليهم ميتَهم وعزَّيتُهم. قال: «فَلَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الكُدَى (¬2) ؟!» . قالت: معاذَ اللهِ أنْ أبلغَ معهم الكُدَى، وقد سمعتُكَ تذكرُ منهم ما تذكرُ! قال: «لَوْ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الكُدَى، مَا رَأَيْتِ الجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ» . والكُدَى: المقابرُ.
¬__________
[14629] رواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص259) عن سعيد بن أبي مريم، به.
ورواه الحاكم (1/373) من طريق محمد بن إسماعيل، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/192) من طريق عبد الله بن شريك؛ كلاهما (محمد، وعبد الله) عن سعيد بن أبي مريم، به.
ورواه أحمد (2/168 رقم 6574) ، والنسائي (1880) ؛ من طريق سعيد بن أبي أيوب، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" (ص 259) ، وأبو داود (3123) ، وأبو يعلى (6746) ، وابن حبان (3177) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1508) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/114-115) ؛ من طريق المفضل بن فضالة؛ كلاهما (سعيد، والمفضل) عن ربيعة بن سيف، به.
ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1509) من طريق شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به. وانظر الحديث التالي.
(¬1) أي: قلتُ: رحم الله ميتكم، مفضيةً ذلك إليهم؛ ليفرحوا به. "حاشية السندي على سنن النسائي" (4/27) .
(¬2) الكدى- بضمٍّ ففتحٍ مقصورًا-: جمع "كُدْية" بضم فسكون، وهي في الأصل: الأرض الصلبة، والمراد هنا: المقابر- كما في آخر الحديث- لأن مقابرهم كانت في مواضع صلبة. وانظر: "النهاية" (4/156) ، و"حاشية السندي على سنن النسائي" (4/27) .

الصفحة 40