كتاب المعجم الكبير للطبراني جـ 13، 14 (اسم الجزء: 14)
14694 - حدثنا عليُّ بن محمدٍ الأَنْصِنَاويُّ (¬1) ، قال: ثنا حرملةُ ابن يحيى، قال: ثنا ابنُ وهبٍ، قال: حدَّثَني حُيَيٌّ، عن أبي عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلّى الظهرَ، فوجد راحلةً معقولةً، فقال: «أَيْنَ صَاحِبُ هَذِهِ الرَّاحِلَةِ؟» فلم يَستجبْ له أحدٌ، فدخل المسجدَ فصلّى، حتى إذا فَرَغ خرج، فوجد الراحلةَ كما هي، فقال: «أَيْنَ صَاحِبُ هَذِهِ الرَّاحِلَةِ؟» فاستجاب له صاحبُها، فقال: أنا- يا نبيَّ اللهِ- صاحبُها. فقال: «أَلاَ تَتَّقِي اللهَ فِيهَا؟! إِمَّا أَنْ تَعْلِفَهَا، وَإِمَّا أَنْ تُرْسِلَهَا حَتَّى تَبْتَغِيَ لِنَفْسِهَا» .
¬__________
[14694] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/196-197) ، وقال: «رواه الطبراني، وإسناده جيد» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (24983) ونسبه للمصنف.
(¬1) نسبة إلى «أَنْصِنَا» بفتح الهمز وسكون النون وكسر الصاد المهملة، وبعدها نون وألف مقصورة. وهي مدينة قديمة من نواحي صعيد مصر، على شرقي النيل. وذُكر أن ماريةَ سُرِّيَّة النبي صلى الله عليه وسلم كانت من قرية منها يقال لها: حفن. وقد ضبطها السمعاني في "الأنساب" (1/219-220) بالضاد المعجمة وشك فيه؛ قال في "اللباب" (1/90) بعد ما نقله عن "الأنساب": «قلت: المعروف "أنصنا" بالصاد المهملة لا بالضاد المعجمة» . اهـ. وانظر: "معجم البلدان" (1/265-266) ، و"صبح الأعشى" (3/432-433) ، و"تاج العروس" (أن ص ن) .
14695 - حدثنا أحمدُ بن يحيى بن خالدِ بن حَيّانٍ الرَّقِّيُّ، ثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ بن زِبْريقٍ الحمصيُّ، قال: ثنا عثمانُ بن سعيدِ بن كثيرِ بن دينارٍ، قال: ثنا ابنُ لَهِيعةَ، عن حُيَيِّ بن عبد اللهِ، عن أبي -[85]- عبدِالرحمنِ الحُبُليِّ، عن عبد اللهِ بن عمرٍو، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا خَرَّ إِبْلِيسُ سَاجِدًا يُنَادِي وَيَجْهَرُ: إِلَهِي، مُرْنِي بِالسُّجُودِ لِمَنْ شِئْتَ!» قال: «فَتَجْتَمِعُ إِلَيْهِ زَبَانِيَتُهُ فَتَقُولُ: يَا سَيِّدَهُمْ (¬1) ، مَا هَذَا التَّضَرُّعُ؟! فَيَقُولُ: إِنَّمَا سَأَلْتُ رَبِّي جَلَّ وَعَزَّ أَنْ يُنْظِرَنِي إِلَى الوَقْتِ المَعْلُومِ، وَهَذَا الوَقْتُ المَعْلُومُ» . قَالَ: «ثُمَّ تَخْرُجُ دَابَّةُ الأَرْضِ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا» . قَالَ: «فَأَوَّلُ خُطْوَةٍ تَضَعُهَا بِأَنْطَاكِيَّةَ، فَتَأْتِي إِبْلِيسَ فَتَلْطِمُهُ» .
¬__________
[14695] نقله ابن كثير في "تفسيره" (6/234-235) عن المصنف بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/8) ، وقال: «رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق؛ وهو ضعيف» ، وذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (38899) ونسبه للمصنف. -[85]-
ورواه المصنف في "الأوسط" (94) بهذا الإسناد، وقال: «لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان بن سعيد» .
(¬1) يعني أنهم يقولون له: «يا سيدنا» ، وجاء بضمير الغيبة؛ لقبح صورة اللفظ الواقع منهم، وكذلك يفعل من حكى قولَ غيرِهِ القبيحَ، وهو من أحسن الآداب والتصرُّفات؛ كما في حديث البخاري (1360) ومسلم (24) ، وفيه: «حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب» . "شرح النووي على صحيح مسلم" (1/214) ، و"فتح الباري" (8/507) .