كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 15)

ذلك، وتَكَلَّم فيه جمهور النُّقَّاد: ابن المَدِينيِّ، وابنُ مَعِينٍ، والبُخاريُّ، والنَّسائيّ، وابنُ عَدِيٍّ، وابنُ حِبَّانَ، وغيرُهُم.
وقال الحافظُ: "صدوقٌ في نفسه، إلا أنه عَمِيَ فصار يُتلقن ما ليس من حديثه، فأفحش فيه ابنُ مَعِينٍ القولَ" (التقريب ٢٦٩٠).
وقد أَعَلَّه به البُخاريّ والبَيْهَقيُّ، فذكر التِّرْمِذيّ في (العلل الكبير)، أنه سأل البُخاريّ عن هذا الحديثِ، فضعَّف سُوَيدًا، نقله ابن حَجَر في (النكت ١/ ٤١١)، ولم نجدْه في العلل المطبوع.
وقد نَقَل لنا البَيْهَقيُّ نَصَّ هذا السؤال والجواب، فقال عَقِبَ رواية سُوَيد لهذا المتن موقوفًا كما سنذكره قريبًا: "سُوَيد بن سعيدٍ الحَدَثانيُّ الأَنْباريُّ، اختلط بعد أن كتب عنه مسلم بن الحَجَّاج، ولعله لو عرَف تغيُّرَه لَما روى عنه في (الصحيح) ".
ثُمَّ قال البَيْهَقيُّ: "قال أبو عيسى التِّرْمِذيّ: قلت للبُخاريّ: فإنهم يذكرون عن سُوَيد بن سعيد عنِ ابنِ أبي زائدة عن شُعبة عن حبيب بن زيد؟ ، فقال: "هو حبيب بن زيد، ودع سُوَيد (¬١) "، وَضَعَّفَهُ جدًّا، وقال: "كلما لُقِّن شيئًا تلقنه"، وضعَّف أمْرَه" (الخلافيات ١/ ٤٣١، ٤٣٢).
وقال ابنُ حَجَرٍ: "فيه سُوَيد بن سعيد، وقد اختلط" (الدراية ١/ ٢١).
---------------
(¬١) - هكذا العبارة، وهي غير واضحة، ولعله لذلك اختصرها ابن دقيق في (الإمام ١/ ٥٧٩)، ولعل الصواب في هذه العبارة، أن سُوَيدًا أخطأ في اسم حبيب، فبيَّن البُخاريُّ الصواب في اسمه، وقال: "وهِم سُوَيد"، ثم ضعَّفَه جدًّا. ويبدو أن هذا النص تكملة لما نقله الإشبيليُّ عن التِّرْمِذيِّ في (الأحكام الكبرى ص ٤٦٨)، والله أعلم.

الصفحة 27