كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 15)

وتَبِعَه البَيْهَقيُّ، فقال: "والقاسم بن يحيى ضعيف، وضَمْرةُ بن ربيعةَ أيضًا ليس بالقوي، فإنْ سَلِم منهما فالحملُ فيه على إسماعيلَ بنِ عيَّاشٍ، رفَعَه، والصواب موقوف" (الخلافيات ١/ ٣٥٣).
وقال ابنُ حَجَرٍ: "رواية إسماعيل بن عَيَّاشٍ عن الحجازيين فيها مقالٌ، وهذا منها، والمحفوظُ من حديث نافع عنِ ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما من قوله. وكذا رواه عبدُ الرَّزَّاقِ وأبو بكر بن أبي شَيْبةَ من طرقٍ عنه" (النكت ١/ ٤١٤).
الطريق الرابع: عن سُلَيمان بن موسى، عن نافع، عنِ ابنِ عُمرَ:
أخرجه الخطيبُ في (تاريخه ٨/ ٤٢٠)، من طريقِ الحسن بن كُلَيب، حدثنا مصعب بن المِقْدام، حدثنا سفيان، عنِ ابنِ جُرَيجٍ، عن سُلَيمانَ بنِ موسى، عن نافع عنِ ابنِ عُمرَ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَتَمَضْمَضْ وَلْيَسْتَنْثِرْ، وَالأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، ورفْعُه منكَرٌ؛ والمحفوظُ عنِ ابنِ جُرَيجٍ عن سُلَيمان بن موسى مرسلًا، كما قال الدَّارَقُطنيُّ.
وقد سبقَ الكلامُ على هذا الطريق في باب: "الْأَمْرِ بِالمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ وَالِاسْتِنْثَارِ فِي الوُضُوءِ".
الطريق الخامس: عبد الله بن نافع، عن أبيه، عنِ ابنِ عُمرَ:
أخرجه أبو عثمان البحيري في (الثالث من فوائده ق ١١/ ب)، عن زاهر بن أحمدَ، أنبا إبراهيم بن مُغِيرة، حدثنا محمدُ بن إسماعيل الحسَّاني، حدثنا وكيع، عن عبدِ اللهِ بن نافع، عن أبيه، عنِ ابنِ عُمرَ، مرفوعًا به.
ثُمَّ قال أبو عثمان: "هكذا وجدت في أصل كتابي". وكأنه استنكره، وهو كذلك؛

الصفحة 50